لو كان عبدالله عريف موجودا!

صحفي وكاتب وشاعر وإداري، تقلد منصب أمين العاصمة المقدسة بأمر من الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله – وكان يومها رئيسا للوزراء ووليا للعهد، هذه الثقة الملكية أحدثت نقلة نوعية في مكة المكرمة. كان الشيخ عبدالله عريف يتجول بسيارته الخاصة ومعه جهاز التسجيل مدونا ملاحظاته بالصوت، ليفرغها لاحقا أحد موظفيه في البلدية، ليشرع جهاز البلدية في العمل على تلك الملاحظات مباشرة.

أعتقد أن الشيخ عبدالله عريف لو ظل على قيد الحياة لأوقف جهاز التسجيل واستدعى قيادات البلدية وعقد اجتماعا معهم داخل مخطط الهدى ومخطط ولي العهد المجاور لبوابة مكة ومخطط الرأفة الذي يطلب الرأفة بحاله، وغيرها من المخططات التي تشترك في المشكلة نفسها. مخططات شبه معزولة عن المدينة تملك مدخلا واحدا أو على الأكثر مدخلين! مخطط بأكمله، سكان وزوار وعمالة يتطلب دخولهم وقتا طويلا، وفي بعض الأحيان يصبح الحال تقريبا حصارا عند هطول الأمطار.

لو كان الشيخ عبدالله عريف موجودا! فسوف يقف مندهشا أمام العوازل الموجودة على جانبي الطرق الدائرية، عوازل الهدف منها إخفاء الأحياء العشوائية المطلة على الطرق الدائرية، الشيخ عبدالله عريف سوف يستدعي المسؤول ليقول له: أليس من الأجدى والأجمل أن تطلى هذه البيوت الموجودة في الواجهة بألوان زاهية بدلا من هذه العوازل الشاهقة، أو هل من المعقول أن تكون هذه العوازل هي الحل الوحيد للمشكلة!

لو كان الشيخ عبدالله عريف موجودا! فسوف نراه موجودا في قسم الطوارئ في أحد المستشفيات الكبرى، حزينا ومتأسفا على وفاة شخص كان يعبر الطريق الدائري الثالث بالقرب من النادي الرياضي «وقت اللياقة»، ونجده أيضا زائرا شخصا مصابا في مستشفى آخر بسبب عبوره الطريق الدائري الرابع أمام إسكان بن لادن.

الشيخ عبدالله سوف يستدعي وهو في المستشفى أحد موظفيه ليطرح عليه تساؤلات عدة: أولا أرجوك لا تلق باللوم على وزارة النقل، ثانيا ألا ترى ضرورة إنشاء جسر للمشاة في مثل هذه المواقع؟ ثالثا هل تعلم أن جسر المشاة وفي هذه المواقع بالتحديد يعتبر مصدر دخل كبيرا، أي إن الموضوع استثمار، وليس تكلفة دون عائد يعني.

عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله

عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أي الناس أحب إلى الله؟ فقال: أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس.

ALSHAHRANI_1400@