يُصمم من الشعارات أربعين..!

يقال في الأخبار إن شركة أمريكية رفعت قضية في المحاكم السعودية على إحدى شركات الاتصالات ـ دون ذكر أسماء ـ بحجة أن هذه الشركة ـ التي لن أخبركم باسمها وسيبقى سرا مدفونا إلى الأبد ـ قد «لطشت» شعار الشركة الأمريكية بشحمه ولحمه وهيئته ورسمه، ثم بدلت فيه موقع حرفين واتخذته شعارا لها.

والحقيقة التي لا مراء فيها أن الشعارين متشابهان، ولكن هذا لا يعني أنهما واحد، وليس التشابه دليلا على السرقة أو سوء النية البتة، ربما كانا مجرد توأم فرقت بينهما صروف الليالي التي تأبى إلا أن تفرق الأحبة وتذيقهم مرارة الفراق تارات وحلاوة اللقاء تارات أقل.

ثم إن التشابه وارد حتى بين البشر أنفسهم، ولعل هذا الشعار الذي اختارته الشركة ـ التي لا تعرفون اسمها ـ كان أحد الأشباه الأربعين لشعار الشركة الأمريكية، ولذلك يبدو رفع القضية غير منطقي ويخالف ما تعارف عليه الناس، وسيبدو الأمر غريبا ومستنكرا لو أن توم كروز ـ أو أي واحد من الأربعين ـ رفع عليّ قضية لمجرد تشابهنا، متهما إياي بسرقة ملامحه متحججا بأني أصغر منه سنا وأنه سبقني إلى تلك السحنة.

ثم إن الأمر المثير للقلق بعض الشيء هو ما ستؤول إليه هذه القضية، وهو في الغالب لن يخرج عن أمرين، إما أن تدفع الشركة السعودية تعويضا للشركة الأمريكية وتشتري شعارها، وأظن أن طريقة تعويض هذه الخسارة معروفة سلفا ومعروف من سيتحملها، أو أن تخسر الشركة السعودية القضية وتبدأ في البحث عن شعار جديد بتكلفة جديدة سيجري تعويضها بالطريقة نفسها.

هذا أكثر ما يثير قلقي، لكن إن كان ولا بد فإن ما سيبدد مخاوفي هو أن توكل إلي الشركة ـ التي أعرف اسمها وحدي ـ مهمة تصميم شعار جديد لها، فلدي جهاز كمبيوتر واشتراك في الانترنت، إضافة إلى معرفتي بأساسيات حفظ الصور والتعديل عليها، وأعتقد أنها خبرة لا يستهان بها ولا تقل بأي حال من الأحوال عن خبرات مصمم الشعار القضية.

ثم إني سأقترح أن يعلن عن الشعار الجديد قبل اعتماده، حتى يمكن تلافي الخطأ بأقل الخسائر في حال اكتشافنا أن للشعار إخوة آخرين في مكان آخر من العالم، وهذه حنكة إضافية لم يكن معتمدو ومنفذو الشعار محل النزاع يحظون بها مثلي.

وعلى أي حال..

لعلي أشكر في هذا المقام الجهة التي قامت بالتصميم، لقد أثاروا إعجابي بالفعل، أنا أحب مثل هذه الأعمال المتقنة الرائعة التي تدر كثيرا من المال، تصفح يسير في مواقع النت وبحث بالأحرف نفسها التي يراد تصميم شعار يحويها، ثم طباعة الشعار على ورقة وحفظ نسخة الكترونية منه بدقة عالية، وهذا عمل ليس يسيرا فهو يستغرق ساعتين على الأقل، ويكلف ما لا يقل عن خمسين ريالا، ومن ثم تسليمه والحصول على كثير من الأموال. هذا هو مستوى الأعمال التي أطمح أن أصل إليها وتثير إعجابي وتلفت نظري.

agrni@