دخيل سليمان المحمدي

معاناة عنايتي

السبت - 15 فبراير 2020

Sat - 15 Feb 2020

مع ألم يخالطه الأمل ارتسمت بسمة كثير من ذوي الدخل المحدود من أهالي المرضى الذين يعانون الأمراض المستعصية، والذين جرى تحويلهم إلى مستشفيات أكثر تقدما من مستشفيات المدينة المنورة، وذلك عندما جرى تدشين مقر الهيئة الطبي الجديد، إضافة إلى النظام الالكتروني الخاص بالهيئة المسمى (عنايتي) الذي يمثل نقلة نوعية في الخدمة المقدمة لمراجعي الهيئة بصحة المنطقة. والذي أملنا به لأن ييسر ويسهل التواصل تقنيا بين أعضاء اللجنة الطبية والمرضى، حيث يؤدي البرنامج دورا فعالا في إصدار قرارات العلاج وتجديدها وإصدار أوامر الإركاب والتذاكر الكترونيا، إضافة إلى طلبات صرف النفقات ومتابعة جميع الطلبات، دون الحاجة إلى مراجعة مبنى الهيئة الجديد.

لكن عندما تزور مبنى الهيئة الطبية الجديد الذي ازدحمت أسيابه ومكاتبه بالمراجعين من ذوي من أنهكه المرض، تضع أمام كل ما سبق من مميزات علامات الاستفهام والتعجب!

وقد حدثني أحد أهالي المرضى الذين جرى تحويلهم إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض بكل حرقة وألم، بأنه عانى الكثير والكثير بعد حصوله على قبول الحالة واعتماد الموعد كزيارة أولى لمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، حيث قال إنه أمضى نحو يوم كامل متنقلا بين أيقونات برنامج عنايتي، تارة يستخدم الجهاز المحمول وأخرى يستخدم تطبيق البرنامج على جواله، لكن في الأخير لم يغنه ذلك عن الذهاب إلى مبنى الهيئة والمراجعة التقليدية، والتنقل بين المكاتب وطباعة الأوراق حتى حصل على الاعتماد بصرف تذاكر طيران لشخصين، ثم ذهب إلى مكتب الشركة المعتمدة والحصرية المخولة بالحجز وصرف التذاكر للمرضى المحولين ومرافقيهم، لتبدأ معاناته من جديد عندما رد عليه المكتب بأن «الرصيد صفر»، ولا يمكن الحجز له حتى يتم الدعم من قبل المستشفى، متنهدا بـ «حسبنا الله ونعم الوكيل»، وحجز تذاكر الطيران على حسابه الخاص، لأنه لو انتظر لتدهورت حال مريضه، منتظرا (صدقة) ومصداقية التعامل بينهم.

رسالتي لإدارة هذا المبنى المزخرف: هل يعقل أن المريض الذي يئن ألما ولم يجد لدى مستشفيات المنطقة القدرة والإمكانية في تقديم العلاج، وتعتمدون حالته كمؤهل لدفع تذاكره؛ ترسلونه إلى مكتب الشركة الحصرية دون أي ميزانية ودعم؟ لتكمل الشركة ما تم الاتفاق عليه من تقديم خدمة وفرتها حكومتنا الرشيدة لأبناء هذا الوطن الغالي؟

لقد تم نقل المبنى وتزيينه بالواجهات الزجاجية، لكن لم تتغير الطريقة والمنهجية مع الأسف.

هناك من المرضى من لا يملك أجرة التاكسي الذي يستقله ليصل إلى مبناكم الجديد، فكيف تريدون منه أن يدفع تذاكر الطيران أو ينتظر دعمكم لصاحب المكتب الحصري؟

نسأل الله تعالى لجميع المرضى الشفاء العاجل والعلاج الناجع، وأن يقيض للهيئة هيئة وللمعاناة عناية.