السعودية الثالثة عالميا في تقنية الجيل الخامس بـ 5797 برجا في 30 مدينة

الأربعاء - 12 فبراير 2020

Wed - 12 Feb 2020

السعودية الثالثة عالميا في تقنية G5
السعودية الثالثة عالميا في تقنية G5
أحدثت تقنية الجيل الخامس لشبكات الاتصالات المتنقلة نقلة نوعية في الخدمات المقدمة، وممكنا رئيسيا للتطبيقات العصرية، ومنها المدن الذكية والمنازل الرقمية والمركبات المتصلة، وغيرها من التطبيقات العديدة لتقنية انترنت الأشياء (IoT) ذات المتطلبات المختلفة.

وببلوغ التقنية العالمية "5G" نتيجة الوتيرة المتسارعة في تقنية الاتصالات والمعلومات وتنامي الطلب عليهما، عملت دول عدة على تمكين متطلبات هذا الجيل الرقمي، نظرا لمردوده على الناتج الإجمالي المحلي.

وتتميز تقنية الجيل الخامس بتوفير سرعات غير مسبوقة في عالم شبكات الاتصالات المتنقلة، متجاوزة سرعة البيانات إلى 10 أضعاف واقع شبكات الجيل الرابع، وتوفير زمن استجابة قصير جدا للتطبيقات الفورية، إلى جانب القدرة على استخدام عدد هائل من الأجهزة في وقت واحد، الأمر الذي سيتيح توفير عدد من التطبيقات التي يتعذر توفيرها من خلال شبكات 4G.

وأطلقت السعودية خدمة الجيل الخامس بشكل تجاري خلال النصف الثاني من العام الماضي 2019، عقب مشاركتها في اجتماعات الاتحاد الدولي للاتصالات ومنظمة (3GPP) للتقييس، لضمان دعم تقنية الجيل الخامس للنطاقات الترددية المتاحة في السعودية، بالإضافة إلى مؤتمر الراديو العالمي (World Radio Conference 2019 (WRC-19.

وسعت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات إلى جلب تقنية الجيل الخامس للسعودية، لتكون من الدول السباقة في إطلاقها على مستوى دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذلك بنشرها أكثر من 5797 برجا يدعم تقنية 5G في 30 مدينة، لتحتل السعودية حاليا المركز الثالث عالميا في مساحة تغطية شبكات الجيل الخامس، والأولى على مستوى الشرق الأوسط وأوروبا وشمال إفريقيا (EUMENA)، بما يعكس مدى التطور الكبير الذي حققه قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، لدعم مسيرة التحول الرقمي المنشود تحقيقا لأهداف لرؤية 2030.

وتعمل الوزارة على تطوير استراتيجية تمكين الجيل الخامس بالتعاون مع الإدارات والجهات المختلفة، وتحديد العوائق التي تواجه التقنيات والشبكات الخاصة بها، والعمل على حلها، بالإضافة إلى تطوير تجارب الجيل الخامس مع الجهات الحكومية المختلفة، والتي ستسهم في تحقيق النمو والتطور والتحول التقني، وتحفيز الطلب على التقنيات المستقبلية.

من جانبها أطلقت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات أول تجربة حية للجيل الخامس في مدينة الخبر، وأجرت ما يزيد على 791 تجربة في أنحاء السعودية، إضافة إلى إعادة توزيع وطرح النطاقات الترددية (2300/2600/3500) ميجاهرتز، لتمكين تقديم خدمات الجيل الخامس، بهدف وضع السعودية على خارطة الدول السباقة في تبني تقنية هذا الجيل.

وعبر تقنية 5G وظفت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات خلال موسم الحج الماضي تطبيقات تعتمد على هذه التقنية لخدمة الحجاج والمعتمرين، في حين أن لهذا الجيل التقني دورا فاعلا نحو التحول التقني في السعودية وتمكين الثورة الصناعية الرابعة، فضلا عن الإسهام في تقديم الرعاية الصحية عن بعد، ومنها الخدمة الطارئة، مثل توفير الإسعافات الأولية بإشراف طاقم طبي استشاري عن بعد أثناء التعامل مع الحالة وتشخيصها ووصف العلاج، وما إذا الحاجة تستدعي نقلها للمستشفى.

وستضفي هذه التقنية حلولا عبر تسهيل استخدام برامج الذكاء الاصطناعي، لتكون أكثر موثوقية في تحليل البيانات في أي مجال، سواء الصناعي أو التجاري أو الطبي أو لخدمة الحجاج والمعتمرين، إلى جانب مجالي الترفيه والرياضة.

وفيما يخص المجال الصناعي ستعمل تقنية الجيل الخامس على تدعيم بناء وتطوير بيئة الصناعات المحلية والمصانع الذكية، إذ تعتمد أكثر التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء والبيانات الضخمة والواقع المعزز، وغيرها من التقنيات، على الاتصال السريع والآني.

وتجاريا ستؤدي تقنية الجيل الخامس إلى تحويل مجالات الأعمال إلى عالم رقمي، من خلال ربط مليارات الأجهزة عبر الانترنت، وفتح المزيد من الفرص التجارية والمالية عبر الصناعة، بالإضافة إلى تطوير قطاع التجارة الالكترونية باستخدام الواقع الافتراضي المعزز لبناء تجربة تسوق واقعية من خلال المتاجر الافتراضية، كما تسهم في تطوير صناعة النقل والخدمات اللوجستية، من خلال ربط مليارات أجهزة انترنت الأشياء، وبالتالي توفر رؤية أكبر وتحكما في أنظمة النقل.

وستعزز تقنية 5G قطاع الترفيه عبر تطوير تطبيقات الواقع المعزز والواقع الافتراضي للألعاب المعتمدة على الفيديو والصور ثلاثية الأبعاد، والتي تسهم في تطويره، أما في قطاع الرياضة فستمكن هذه التقنية من بناء تطبيقات العالم الافتراضي والتواصل الذكي والسريع لتطوير صناعة تقنية الرياضة، كذلك ستعمل تقنية هذا الجيل على زيادة كفاءة وتطوير تطبيقات وحلول المدن الذكية، بغية تحسين الجوانب البيئية والاجتماعية وجودة الحياة.

وتسعى السعودية من خلال تقنية الجيل الخامس إلى بلوغ المرتبة الأولى على مستوى دول المنطقة بتفعيلها هذه التقنية، عبر تنفيذ عدد من المبادرات، والاستفادة المبكرة من مكتسباتها بفتح المجال واسعا أمام عدد من التقنيات المتقدمة المعتمدة عليها، مثل انترنت الأشياء والواقع الافتراضي والروبوتات والمدن الذكية، وغيرها من التقنيات المستقبلية الحديثة.