أبوغزالة: النمط التقليدي في نقل المعارف لا يعد ركيزة لإعداد أجيال

100 بلد في العالم ألغت التعليم التقليدي والصفوف الدراسية
100 بلد في العالم ألغت التعليم التقليدي والصفوف الدراسية

السبت - 25 يناير 2020

Sat - 25 Jan 2020





أبوغزالة متحدثا خلال المحاضرة                             (مكة)
أبوغزالة متحدثا خلال المحاضرة (مكة)
أكد الباحث والعالم المتخصص في مجال الابتكار والذكاء الاصطناعي الدكتور طلال أبوغزالة أن النمط التقليدي في نقل العلوم والمعارف المعتمد على الحفظ لم يعد مجديا، ولا يعد ركيزة لإعداد أجيال يمكن الاستفادة منها في النهضة الاقتصادية والصناعية لأي بلد، بل يعد عبئا ماليا كبيرا وبدون فائدة، حيث يتم تلقين وحفظ معلومات موجودة أصلا على شبكة المعلومات أو ضمن وسائل التواصل، ويستطيع حتى الطفل الصغير الوصول إليها وربما تكون قديمة في ظل التطور المتلاحق في العلوم والابتكارات.

ولفت خلال محاضرة نظمتها جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالدمام، عن الابتكار والذكاء الاصطناعي بحضور مدير الجامعة الدكتور عبدالله الربيش وعدد من وكلاء الجامعة وعمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس والطلبة إلى أن نحو 100 بلد في العالم حتى الآن ألغت التعليم التقليدي والصفوف الدراسية، واستثمرت في تفعيل مفهوم التعلم والابتكار محل المفهوم التقليدي لخلق أجيال مبتكرة، ودولا أخرى ستلغي وزارات التعليم أو تجعلها جهة تنظيمية فقط، بينما سيكون التعليم من مهام القطاع الخاص.

وشدد أبوغزالة على أهمية اعتماد مفهوم التعلم وكسب الخبرات والممارسات المهنية والابتكار كبديل للحفظ والتلقين والشهادات التعليمية التقليدية، حتى نكون حاضرين ومؤثرين في ميادين الإبداع والابتكار العالمية وخوض غمار الثورة الصناعية الرابعة التي تعتمد بشكل أساس على الذكاء الاصطناعي الذي يتنافى بشكل كبير مع الأسلوب التقليدي للتعليم، لافتا إلى أن العالم العربي سيكون أمام تحد حضاري كبير للموازنة بين التغيرات التنموية المتسارعة والنمط التعليمي السائد في المدارس والجامعات؛ لذا يجب تجاوز التحديات بتطوير آليات التعلم، لتجنب التخلف عن الركب العالمي.

وأبان أن المفهوم الجديد للثورة الصناعية الرابعة المعتمد على الذكاء الاصطناعي يركز بشكل أساسي على إعداد كفاءات توظف الآخرين وتصنع التقنيات التي تمثل قيما جديدة للاقتصاد الوطني في قبالة المنتظرين للوظائف الحكومية أو القطاع الخاص، والدول التي لا تعد مبدعين تهمش وتعيش على استهلاك ما ينتجه الآخرون ولن تكون لها مكانة في الثورة الصناعية الجديدة.

وأكد أن حماية الحقوق الفكرية للمبتكر ليست حكرا على أي دولة بالعالم، وتستطيع جميع الدول تقديم ابتكاراتها واختراعاتها وحمايتها، كما أن إكمال الإبداعات أمر مشروع يجب أن يهتم به القائمون على برامج الابتكار في البلاد العربية لنبدأ بما انتهى به الآخرون، داعيا إلى ضرورة اعتماد مقرر الذكاء الاصطناعي في مواد المدارس العربية من الابتدائي وحتى الجامعة وبشكل متدرج، حتى يتم تخريج مبدعين ومبتكرين وليس باحثين عن الوظيفة.