رؤى عبدالله الشريف

وطني في 2020

السبت - 25 يناير 2020

Sat - 25 Jan 2020

أسبوع البدايات الجادة، تفتح صروح التربية والتعليم أبوابها لاستقبال فلذات أكبادنا صباحا والابتسامة تعلو محياهم في طريقهم لاستكمال مسيرة نجاحهم وتفوقهم، تجري تهيئة أبنائنا ماديا ومعنويا لاستقبال الدراسة، إيمانا بدور التعليم الفعال في صنع رأس المال البشري وتطويره بصفته الركيزة التنموية وركنها الركين، ولأهم الالتزامات التي تضعها وزارة التعليم على عاتقها وهذا ما نوه إليه وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ من أن إعداد طالب المستقبل يكون ببناء شخصية قيادية تحيا وفق المبادئ الإسلامية معتزة بالهوية الوطنية، مبادرة ومثابرة لاكتساب المهارات والمعارف اللازمة لتحقيق أهدافها من خلال مناهج تعليمية متطورة، فكما قال الشافعي (العلم ما نفع، ليس العلم ما حفظ).

الإعداد الجيد والتهيئة لا يتوقفان على الإعداد المادي، إنما يتطلبان الإعداد العقلي والجسدي والنفسي، ولكني أرى بداية هذا الفصل الدراسي مختلفة تماما عن البدايات المعهودة، فهي توافق بدايات عام 2020، إذا طرحنا هذه التساؤلات على طلابنا وطالباتنا بداية اليوم الدراسي لهذا الفصل مثل: من كوطني في 2020؟ ماذا يعني التحول الوطني؟ ما هو عام إنجازات الخطة المرحلية لرؤيتنا 2030؟ أو ما هو عام رئاسة العشرين؟

أسئلة تثير تفكير أبنائنا، وإني لعلى ثقة بأن الأغلبية منهم يلاحظ ما بين السطور، لذلك من المفيد التنويه لما يحمله هذا العام من إنجازات بطرح هذه التساؤلات ومناقشتها، وملاحظة ما حققته بلادنا في ضوء الحراك المستدام والتغيرات الجذرية التي تمر بها سعيا إلى تحقيق أهداف رؤية المملكة العربية السعودية 2030.

هنا يتبادر إلى الأذهان أين نحن الآن؟ وأين وصلنا في سعينا لتحقيق هذه الأهداف؟ عندها يجري التوضيح بأنه يتحدد بالبرامج والمبادرات والمشاريع التي تم تنفيذها على أرض الواقع وما زالت مستمرة مواكبة للتغييرات، بهدف الوصول إلى المؤشرات المرجوة بداية بالتحول الوطني 2020، وتحقيق أهدافها ومستهدفاتها المرحلية بحلول هذا العام، فهو موعد لقياس أداء تنفيذ الخطط والبرامج المطروحة من المسؤولين في الأجهزة الحكومية، ونهايتها بحلول 2030.

الإعداد النفسي هو كل ما يشمل الأفكار والمعتقدات، فعند الاهتمام بذكر إنجازات وطني حتى هذا العام وكيف وصلنا لتحقيق هذه المؤشرات والمستهدفات، أجد أنه مصدر إلهام كبير وفخر لأبنائنا، لمساعدتهم على تحقيق النجاح بداية بتحديد الأهداف التي يريدون تحقيقها، سواء كانت بعيدة المدى أو قريبة المدى، على سبيل المثال: الاستعانة بتحليل (SWOT)، فعند تحديد نقاط القوة والنقاط التي هي بحاجة إلى التحسين والتطوير وتحويل هذه النقاط إلى أهداف، وتوظيف هذه النقاط لخدمة الأهداف، بما في ذلك اكتساب الطالب المهارات الدراسية التي تقوده إلى التفوق، يليه الإعداد العملي الذي يعد غاية في الأهمية لتأثيره بعيد المدى في أداء الطالب بشكل كامل، ويشمل وضع خطة عملية لتنظيم الوقت واستثماره بصرف تفكيره عن معيقات النجاح التي تواجهه.

والاستعانة بمصفوفة أيزنهاور، مع التحلي بقوة الإرادة والتفكير بإيجابية، مما يزيد ثقة الطالب بنفسه وقدرته على النجاح، وتجاهل المخاوف التي تعتريه، وأبرزها الخوف من صعوبة المواد الدراسية، والقلق من الامتحانات، فمن أهم عوامل النجاح الدراسي استمرار الطالب على تحفيز نفسه، ولا يخفى علينا أثر الأمر الملكي بتقديم الاختبارات على أبنائنا كحافز، لأثره الإيجابي على نتائج التعليم بالاستمرار في العملية التعليمية دون توقف للدراسة والاستعداد للاختبارات بشكل أفضل، وحتى يتحقق الاستمتاع بالإجازة بعد حصد ثمار التفوق والاجتهاد، فإذا تحقق الاستعداد النفسي سيتحقق الاستعداد العقلي والجسدي وتتلاشى جميع التحديات ليكون هذا العام علامة فارقة، عام إنجاز وبناء، ليكونوا مشاركين في البناء والتطوير.

من هذا المنطلق عند التركيز على الأبعاد الاستراتيجية لبناء وتكوين شخصية أجيالنا يمكننا التنبؤ بجيل متعلم قادر على تحمل المسؤولية واتخاذ القرارات مستقبلا، يساهم في بناء مجتمع المعرفة واقتصادياته لمواكبة الاتجاهات العالمية المعاصرة، فالسير نحو النجاح رحلة لا نهاية لها.. وكما قال الشاعر محمود البارودي:

بقوة العلمِ تقوى شوكة الأمم

فالحكم في الدهرِ منسوب إلى القلم