ريم منصور

الحدائق العامة والتسول الوظيفي

السبت - 25 يناير 2020

Sat - 25 Jan 2020

في جولة بحث وقراءة حول التقدم في السير نحو تحقيق رؤية 2030 في جميع المشاريع في وطني الحبيب، لفت نظري كلمة رائعة لمعالي وزير وزارة الشؤون البلدية والقروية، ذكر فيها «أن المتنزهات والحدائق التي جرى افتتاحها، تأتي في سياق منظومة متكاملة من البرامج والمشاريع البيئية والثقافية والترفيهية التي يتم تنفيذها، بهدف تعزيز البعد الإنساني في العاصمة الرياض، والارتقاء بجودة خدمات القطاع البلدي فيها، بما يحقق تطلعات المواطنين والمقيمين من سكان المدينة وزوارها، ويتماشى مع برنامج جودة الحياة 2020 الذي أطلق مؤخرا كأحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030، ويعنى بتحسين نمط حياة الفرد والأسرة وبناء مجتمع ينعم أفراده بأسلوب حياة متوازن».

تذكرت حال بعض الحدائق في مدينتي الرياض من روعة منظر وجمال أشجار، وتتميز بكونها تتوسط الأحياء السكنية رغبة في أن يكون النصيب الأكبر للمتعة فيها للأسر الساكنة في تلك الأحياء، خاصة بعد أن أصبح أكثر الحدائق مجددا يحاط بمسارات مرصوفة تشجيعا للمشاة على ممارسة رياضة المشي في جو صحي مهيأ مفعم بالأوكسجين الذي تنتجه النباتات.

ولكن ثمة سؤال: هل الحدائق العامة تحقق الفائدة المرجوة منها للأفراد والمجتمع بأكمله؟

في أكثر من مرة أتجه لإحدى الحدائق في شمال مدينة الرياض مثلا رغبة في المشي، أعدل عن هذا التمرين لما تكون عليه هذه الحدائق العامة من حال.

لا أظن أننا نحتاج لمزيد من الأنظمة والتغيرات للتطوير المرافق العامة والحدائق كحاجتنا لمتابعة الأنظمة الموجودة أساسا، والسعي لتنظيمها والاستفادة منها بشكل أفضل، فمع زيادة التحسينات المدنية في مملكتنا الحبيبة نحتاج لضبط أكثر للأماكن المستهدفة للتحسين ومراقبة حالها.

وعلى سبيل المثال أذكر حديقة العقيق في شمال مدينة الرياض، أصبحت محطة للعمالة من جميع الجنسيات العربية والأجنبية الذين يتخذون من أرصفة المشي في الحديقة مكانا للتسول الوظيفي، وانتظار طلب الاستفادة من خدماتهم.

ونجد أن السباك نفسه هو الكهربائي وهو النجار والبناء، وليس لديه مانع أن يكون طبيب الأسرة في الحي مقابل المال، فأين الجهات المختصة من هؤلاء العمال؟ وهل لديهم تصريح نظامي لمزاولة هذه المهن؟ أم إن ذلك المواطن الذي يحب خدمة بلده ينشر العمالة على كفالته للعمل في جميع المهن، مقابل بعض من المال يتقاضاه منهم في نهاية الشهر، بل إن العمالة في بعض الأحيان تكون تابعة لبعض المؤسسات والشركات المرخصة، فيجري تسريح العمالة بحجة البحث عن عمل، وهل حققت الحديقة العامة للحي على هذا الحال الهدف المرجو منها للأسر في المجتمع، أم إن الحديقة أصبحت محطة تسول للمهن وباب رزق لمن لا مهنة له.الغريب في الموضوع أن هؤلاء العمالة لا يملون من النظر لكل من يمارس هواية المشي في الحديقة، مما تسبب في نفور بعض النساء من الحديقة، بل إن الأمر تخطى ذلك ليلعب بعضهم في ألعاب الحديقة بدلا من أطفال الحي، فمن المسؤول عن هذه السلوكيات؟

هل الإدارة المختصة للحدائق العامة أم وزارة التنمية الاجتماعية؟

ليس المقصود من الموضوع التصرف بلا إنسانية ومنع العمالة من ارتياد الحدائق العامة والتنزه فيها، بل النظر في موضوع الدوام اليومي من قبل العمالة في حديقة الحي لفترة تزيد على 10 ساعات من السادسة صباحا حتى منتصف المساء بحجة التسول الوظيفي.

reem05031@