هيفاء العصيمي

المرأة وتحديات البحث العلمي

السبت - 25 يناير 2020

Sat - 25 Jan 2020

ترتكز رؤية 2030 على تعميق الدور الحضاري والعلمي للمملكة في العالمين الإسلامي والغربي، وتمكين جميع أفراد المجتمع السعودي من المشاركة الفاعلة في تحقيق ذلك. ويمكن أن تتضاعف أهمية دور المرأة في المجال البحثي استجابة لتحديات الواقع الثقافي، والاجتماعي، والسياسي، الداخلي والخارجي. وتتلخص التحديات بحسب ما أرى، في محاولة المرأة كسر الإطار الثقافي الداخلي، والخارجي، الخاضع لأيديولوجيات تعمل على تعطيل عجلة البحث والتطور، وتكبح جماح الإبداع والتفرد. وأعني بالإطار الداخلي: محاولة التهميش السابقة من المجتمع ذاته، والتشكيك في قدراتها، بينما أعني بالإطار الخارجي: اعتقاد الآخر الخارجي بقدرته على رسم منحى ثقافي علمي وهمي خاص، يبغي من خلاله غرس جذور التفكك والانقسام المجتمعي الداخلي، من خلال تضخيم المفاهيم المشوهة للمجتمع السعودي، وانتهاكه لحقوق المرأة المجتمعية والعلمية.

إن انشغال المرأة بمضامين الإطارين السابقين، ومحاولة الرد البحثي، والإبداعي، الكاشف لعوارهما، من شأنه أن يحقق اعترافا ضمنيا بسيطرة تلك الأطر عليها ووجاهة بعض مضامينها. لذلك يقع على عاتق المرأة اليوم مهام حساسة، تتطلب التركيز البحثي، وتجاهل هيمنة الإطارين السابقين. وإعادة تمثيل ذاتها علميا، وفكريا، لتواكب التطلعات الطموحة في 2030 بصورة ترسخ أهمية دورها البحثي، وقدرتها على المشاركة المتحررة من قيود التصورات السابقة المكبلة لها، على مستوى الشخصية، والإبداع. والالتحام مع التوجهات الثقافية الحضارية الحديثة للمملكة في عدم الالتفات لصور التنميط والتشويه، والتركيز على الفعل والإنجاز والأصالة. فمنجز كل امرأة هو هويتها الحقيقية، ودليل وعيها الفكري العلمي، ولا يمكن أن نصل إلى تحقيق هويات علمية معتزة بذاتها إلا بالتركيز على الأطروحات العلمية الفاعلة، والتسامح مع الثقافة المجتمعية، والاستفادة من فرص التمكين السخيّة في كل المجالات.

وللاعتزاز الهوياتي المرتبط بالمنجز العلمي الظاهر، أكبر الأثر في تشكيل مجتمع أكاديمي، هدفه بحث طرق تطوير البحث العلمي، وإثبات دور المملكة العربية السعودية الفاعل في البناء الإنساني العالمي، وتهميش الانشغال بقضايا ثانوية ضخمت، واستنزفت كثيرا من الوقت والجهد في مناقشتها. فانشغال المرأة بتطوير أدواتها البحثية العلمية بصورة دائمة يحمل رسالة مفادها بأنها تعمل لذاتها ولأمتها، وتكمل مسيرة المرأة السعودية التاريخية المشرفة في كل مرحلة من المراحل المفصلية للدولة السعودية.