عبدالله المزهر

مختصر الأسبوع (24/1/20)

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الخميس - 23 يناير 2020

Thu - 23 Jan 2020

الأسبوع الأكثر برودة طقسا وأخبارا، كإنسان ــ كما أظن ـ أتمنى أن تكون الأخبار دائما بهذه البرودة، لكن البرودة والهدوء لا تلائم الكتابة اليومية في الصحف، نشرات الأخبار المليئة بالعواصف والكوارث تساعد الكاتب في اختيار فكرة مقاله، ثم إن هذا ملخص ما قلته في الأيام السبعة المنصرمة:

- وقد يقول قائل: لماذا تستبعد فكرة أننا فعلا رجعيون ومتخلفون، فأقول إني ربما أدرج هذا ضمن الاحتمالات لو أن من ينتقدني مواطن نرويجي أو سويدي أو حتى من الأصدقاء الكوريين، لكن حين يأتي هذا الوصف ممن الإخوة الذين يقبعون في قاع تصنيف كل شأن من شؤون الحياة فإني سأستبعد هذا الاحتمال.

- قد تعطي الإجابات السهلة حلولا مريحة للأسئلة الصعبة، وقد تكون حلولا صحيحة، ولكن هذا لا يعني أن ننسى أن الإجابات السهلة والمتوقعة غالبا ما تكون مخادعة، مهمتها هي صرف الأنظار عن الإجابات الحقيقية التي غالبا ما تكون غير متوقعة.

- كثير من الجهات تتلذذ بزيادة الرسوم، وتجد متعة في أن يشتكي منها الناس بدلا عن شكرها، وهذا أمر معجز ومحير. وقد دفع الناس الرسوم على مضض ولكنهم حين يجدون خدمة تستحق فإنهم قد يتقبلون ذلك ويدعون الله يسألونه أن يعوضهم خيرا مما دفعوا، أما حين يكون الأمر حشفا وسوء كيلة، فإنهم سيغيرون قليلا في كلمات دعائهم بما يتناسب مع الموقف. فاللهم آمين.

- لا يحبط الإنسان ويكدر مزاجه إلا إنسان مثله، أما بقية الكائنات الحية والجمادات فإنها بريئة من هذه التهمة براءة الذئب من دم ابن يعقوب.

- ولا أستطيع الجزم بدوافع الكائن البشري الذي نشر الخبر بصورته الكاذبة، فهو إما غبي يظن أن الكذب من أجل القرآن فضيلة عظيمة وكان يبتغي من وراء كذبته الأجر والثواب، وإما حاقد أراد أن يستغل «خفة» بعض المواقع الإخبارية ليجعل من القرآن محل سخرية.

وسواء كان هذا أو ذاك فإني لا ألومه كثيرا، فالأغبياء والحاقدون يتواجدون في كل العصور والأزمنة، وهم آخر الكائنات الحية التي ستتعرض للانقراض.

- تبدو فكرة مثيرة للتقزز حين يعتبر الدفاع عن الهوية والاعتزاز بالإسلام سببا للتصنيف، وأن تصنف كصحوي لمجرد أنك معتز بدينك ولا تتقبل تمييعه. لست صحويا، ولكن يمكنك اعتباري «متسامح» مع الصحوة حتى وإن لم أتفق مع أفكارها. أعطني هذا الحق كما أعطيت لنفسك حق التسامح مع اليهود والنصارى والبوذيين.

- يذكرني الهوس بإشاعة هارفارد بمن يتناقل صورة لبطيخة أو حبة طماطم معدلة بطريقة تظهر أنه مكتوب عليها لفظ الجلالة، وكأن الكتابة هي من تثبت عظمة الله جل شأنه. البطيخة وحدها دون تعديل وكل مخلوق موجود بصورته الطبيعية كاف للتأمل ومعرفة الإنسان بعظمة خالقه، لكننا قوم لا نؤمن إلا بمعجزات الفوتوشوب.

- قبل أن تبدي إعجابك بقصيدة يتحدث فيها شاعرها عن حبيبته التي لم ير مثلها في نساء الخلق أجمعين، أو بنص أدبي يتحدث فيه الكاتب عن ذكرياته حين كان التلاميذ يسرقون إفطاره من حقيبته المدرسية، فإنك أولا ولحماية نفسك من الأذى لا بد أن تبحث عن تاريخه السياسي، وما هي انتماءاته، وهل سبق أن قال في يوم ما شيئا غير مقبول سياسيا في الوقت الحالي، هل ضحك يوما من طرفة قالها شخص له توجهات سياسية لا تروق لمحاكم التفتيش في تويتر؟

agrni@