عبدالله المزهر

مختصر الأسبوع (17/‏1/‏20)

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الخميس - 16 يناير 2020

Thu - 16 Jan 2020

الكثير من الأحداث التي حدثت في أول أسبوعين من العام الجديد تدل على أننا دخلنا عاما مليئا بالأحداث، هذا أمر مخيف بعض الشيء، لكنه في نفس الوقت سيكون عاما جيدا للكتاب اليوميين الذين يقتاتون على الأحداث ويفرحون بها كما تفرح ورش السيارات بالحوادث المرورية. وعلى أي حال فهذا ملخص أسبوع ونصف من هذه السنة الجميلة:

- أعلم وتعلمون ويعلم العالم أن أمريكا لم تقتل سليماني بسبب قتله بعض العرب هنا وهناك، هم يفكرون في مصلحتهم ولهم خطوطهم الحمراء التي لا يسمحون لأحد بتجاوزها، وفي كل دورة انتخابية يضحون بمجرم أو مجرمين من الذين كانوا يسرحون ويمرحون تحت أنظارهم، يتركونهم ولا يكترثون بإجرامهم حتى تحين الفرصة للاستفادة من مقتلهم. هو أمر يتكرر دوريا حتى أصبح مألوفا وغير مستغرب، ولكن هذا لا يمنع بالطبع أن نفرح حين تكون مصلحتهم هي إزالة الأذى ورمي بعض الجثث في مزبلة التاريخ. هذا ليس أمرا سيئا.

- سليماني مجرم مثل أي مجرم آخر، وإن كان ضحاياه أكثر إلا أنه أولا وأخيرا مجرد قاتل مشهور، وصحيح أن موت المجرم راحة للضحايا من إجرامه، لكنه مجرد أداة والمصنع الذي أنتجه ما زال يعمل بكامل طاقته التخريبية.

- من ضمن مشاكل بعض الناس الاعتقاد بأن الغرب متحضر إلى درجة أنه لا يتخذ قرارات خاطئة مبنية على جهل وعنجهية. مع أن الوضع الذي وصلت إليه المنطقة من فوضى وتخلف ووصول جماعات وميليشيات وأنظمة ومتخلفة إلى الحكم في هذه البقعة البائسة من الكوكب كان نتيجة حتمية لأفعال وقرارات وتعامل «العالم المتحضر» مع هذه المنطقة. فإن كان عن جهل فتلك مصيبة، وإن كان عن سابق تخطيط فالمصيبة ألعن.

- سعي دولة مثل إيران لامتلاك سلاح نووي لا يختلف كثيرا عن فكرة أن يكون مسموحا للأطفال بامتلاك بنادق ومسدسات وإحضارها إلى المدرسة كسلاح ردع يمنع الأطفال من التعدي على ساندويتشات بعضهم البعض.

- وحياة الأمراء لا شك أنها أكثر إغراء من حياة المواطنين، ولذلك لا تجد أحدا من الأمراء في هذا الكوكب يسمي ابنه أو ابنته «مواطن أو مواطنة»، فالحياة العادية ليست حلما فيما يبدو لمن لا يعيشونها.

- الكائنات السعيدة هي التي يكون منسوب الرضا لديها مرتفعا، كلما زاد الرضا والتصالح مع الواقع تكون النفس أرضا خصبة لنمو السعادة. لكن المشكلة أن الراضين أقلية في هذا العالم، الكل يريد أن يعيش حياة الآخرين، فلا الغني مقتنع ولا الفقير راض.

- نحن مثلا ولأننا لسنا أنانيين مثل الأستراليين، لم نفكر في الموارد المائية ولا في الغطاء النباتي ولم تشغلنا قضية الرعي الجائر، ونؤثر الإبل على أنفسنا حتى ولو كان بنا خصاصة. وهذه قمة الإنسانية.

- لست ضد مثل هذه الاحتفالات ولكني لا أفهمها فقط، فحين تكون مهتما بشيء ما فإنك تجد المتعة في متابعته، ولذلك فإنه يفترض بعاشق الإبل أن يبتهج حين يشاهد ناقة تفتنه، لا أن يكون مصدر «الفتنة» لديه هو أن الناقة اشتراها رجل من قبيلته، وليس جمال الناقة وأناقتها وجاذبيتها بغض النظر عن مالكها.

- ذوو الإعاقة ليسوا بحاجة للشفقة واختراع مسميات «مثالية» مثل ذوي الهمم والاحتياجات الخاصة وبقية المسميات التي تأكد لي أن ذوي الإعاقة يكرهونها أكثر من الإعاقة نفسها. هم يريدون فقط أن يتعامل معهم المجتمع دون تمييز، وأن يعترف بوجودهم اعترافا فعليا، وليس لفظيا. هم يعتبرون عدم تعديك على المواقف المحجوزة لهم خدمة جليلة وعظيمة وأكثر تأثيرا من عبارة «أنتم في قلوبنا». اترك مواقفهم وضع في قلبك أشخاصا آخرين وتكون بهذا قد قمت بعمل عظيم سيكون محل تقديرهم وامتنانهم، لا شك في ذلك.

agrni@