حسين باصي

فرمتة الطلاب

الاثنين - 13 يناير 2020

Mon - 13 Jan 2020

تبدأ رحلة الطالب الجامعي بشكل جاد حين يختار التخصص الذي يناسبه، أو الذي يفرضه عليه معدله التحصيلي في مرحلة الدراسة العامة. في هذا العمر قد لا يكون اختياره صائبا، إنما الأهم لمعظم هؤلاء الطلاب والطالبات أن يكونوا جامعيين كي يساعدهم ذلك في الحصول على وظيفة بعد التخرج.

في كثير من الأحيان يدرس الطالب الجامعي في تخصص يعتقد أنه الأنسب له، ولكن يكتشف بعد مرور عام أو أقل أو أكثر أن التخصص صعب جدا أو ليس مقاربا لما درسه في المدرسة حين كان يستمتع بالمادة. حينها يفقد الطالب الاهتمام بالدراسة لكنه مجبر على استكمال المرحلة الجامعية بأي شكل كي يتخرج.

تستعد الجامعات لخطوة مهمة في مرحلة تخريج الطلاب وهي فرض اختبار يدعى «Exit Exam». هذا الاختبار عبارة عن اختبار شامل مشابه للاختبارات النهائية للمواد، يتوجب على الطالب اجتيازه قبل التخرج. طبعا في المراحل الأولية لهذا الاختبار قد يكون إلزاميا، ولكن لا يشترط اجتيازه كمرحلة تجريبية.

من أهم أسباب اعتماد هذا الاختبار كشرط رئيس للحصول على الدرجة العلمية؛ كثرة الحديث عن سوء المخرجات التعليمية. فكرة هذا الاختبار ليست جديدة، وإنما هي مطبقة في كثير من الدول، مثل الولايات المتحدة الأمريكية، بل إن هذا الاختبار موجود في السعودية في بعض التخصصات مثل الطب والهندسة، وتقوم عليه جهات خارج الجامعات.

لدى كثير من الطلاب قدرة عجيبة على مسح ذاكرتهم للمادة التي أنهوا اختبارها النهائي لحظة خروجهم من باب قاعة الاختبارات، نطلق على هذه الظاهرة «فرمتة» من الكلمة الإنجليزية في علم الحاسبات «Format» لمسح جميع ما في ذاكرة الحاسوب. لذلك أعتقد أن هذا الاختبار سيحسن مستوى الطالب بشكل كبير، ولكن لي مجموعة وقفات هنا.

01 إن المرحلة التعليمية تتكون من مجموعة عناصر رئيسية مرتبطة ببعضها، وذلك للوصول إلى خريجين متوائمين مع متطلبات سوق العمل. نلاحظ أن المحور الأساسي هنا هو سوق العمل، بمعنى آخر الطالب قد يجتاز هذا الاختبار بنجاح ومعدل جامعي عال، لكنه غير متوائم مع سوق العمل. إذا رجعنا إلى المشكلة سنجد أن المناهج التعليمية إما قديمة جدا أو أنها مناسبة لظروف أو مناطق أخرى بعيدة كل البعد عن احتياجاتنا في السعودية. أذكر أني قابلت عميدا لكلية كبيرة في جامعة كبيرة وأبلغني أن وظيفة الجامعة هي التعليم فقط، ولا علاقة لها بربط تعليمها باحتياجات سوق العمل، فأي جودة مخرجات سنحصل عليها هنا؟

02 من سيشارك في وضع هذا الاختبار؟ هل هو عضو هيئة التدريس نفسه أم جهة خارجية؟ أترك لك مساحة في استخدام مخيلتك للإجابة عن هذا السؤال.

03 كما ذكرنا سابقا فإن المحور الأساسي هو سوق العمل، ولكن يصعب إرضاء أرباب سوق العمل بالمخرجات، حيث إن كثيرا منهم يتوقع أن الخريج سيكون جاهزا للعمل مباشرة دون الحاجة لمزيد من التدريب. وهذا خاطئ، لأن الجامعات لا يمكنها أن تدرس ما تحتاجه كل شركة أو كل جهة، لكنها تستطيع أن تبني العلوم الأساسية والمهارات المطلوبة فيه، ليتمكن بعدها من رفع جودته من خلال التدريب في الشركات بما يناسبها بعد التعيين.

أجد مستقبلا قويا لمخرجاتنا بعد الاختبار، ولكن يتوجب النظر في الدائرة التعليمية كاملة حتى نعالج الخلل، ونحافظ على نقاط القوة.

HUSSAINBASSI@