عبدالحليم البراك

تمكين المرأة في القصيم!

الاثنين - 06 يناير 2020

Mon - 06 Jan 2020

قبل أيام قليلة استقبل الأمير الدكتور فيصل بن مشعل أمير منطقة القصيم في مكتبه بديوان الإمارة الأستاذة نورة المردسي، إثر تعيينها مديرا عاما لفرع وزارة الخدمة المدنية في منطقة القصيم، كإحدى أبرز الكفاءات النسائية السعودية، وأبرزها على مستوى منطقة القصيم، ويأتي هذا الخبر الكبير على مسارين، أحدهما مسار الدولة الراسخ وهو السعي نحو تمكين المرأة المؤهلة، لتولي زمام المبادرة بإدارات قطاعات الدولة أسوة بأشقائها الرجال، لا يفرق بينهم إلا بالعمل الدؤوب والنزاهة والإخلاص بالعمل، ويأتي استقبال أمير المنطقة للمردسي كإضاءة من الدعم اللا محدود للمرأة، ونتطلع لأن نشاهد مزيدا من المناصب للمرأة في ظل كفاءة المرأة السعودية العالية طبيبة ومعلمة وإدارية ناجحة، فهذا ليس آخر نجاحات المرأة السعودية في مختلف القطاعات.

ويأتي تكليف المردسي بمهمات مدير عام الفرع سعيا من الدولة للاستفادة من الكفاءات المميزة من موظفي وموظفات الدولة، ودعما لتحقيق وتنفيذ استراتيجيتها المختلفة في تمكين المرأة من تقلد المناصب القيادية، وتهيئة بيئة العمل لبروز قيادات وظيفية مميزة على كل المستويات.

الأستاذة نورة المردسي خبرة إدارية في قطاع الموارد البشرية امتدت لسنوات طويلة، توجتها بهذا المنصب القيادي الذي يحسب للمرأة السعودية من جهة، ومبادرة استثنائية في منطقة القصيم لتكون في أعلى المناصب بحمد الله بكفاءتها وعملها وطموحها وأدائها المتميز، وهذا ليس أول الغيث، فالمرأة السعودية كل يوم تثبت كفاءتها، واليوم يعتلي المنصب من هو أكفأ بغض النظر عن جنسه، فالنساء شقائق الرجال، وكلهم قادرون على خدمة هذا الوطن من أي نافذة أو مكان.

إن تمكين المرأة من العمل والمشاركة المجتمعية يعطي ثقة لنصف المجتمع، ويشعل أجواء المنافسة المجتمعية التي نطمح لزيادة فاعليتها، وتجعل من المرأة كائنا مستقلا يتخذ قراراته بصفة مستقلة ذات صبغة إنسانية، لا تتحكم بها ظروف الحياة والاحتياج، وتجعل لمقام التربية والقانون والعقد الاجتماعي والرأي المجتمعي سلطة الحضور في حياة المرأة في المجتمع، أكثر من أي سلطة أخرى من شأنها أن تؤذي المرأة أو تستعبدها أو تستغلها، ومن هنا أتت رؤية المملكة نحو تمكين المرأة من العمل والمشاركة المجتمعية لتحقق التوازن والإنتاج، بدلا من أن يكون نصف المجتمع معطلا أو يعمل في نطاقات محدودة للغاية.

لقد دأبت حكومة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز على العمل على تمكين المرأة مرحليا، وما توجيهات خادم الحرمين في هذا المجال إلا امتداد لذلك، كما أولى ولي العهد عناية خاصة بالمرأة من خلال تمكينها من المناصب التي تستحقها، ابتداء من كونها سفيرة وانتهاء بكونها وكيلة وزارات مهمة أو مديرة عموم على مستوى الوطن، وما استقبال أمير منطقة القصيم للأستاذة نورة المردسي، وهي من كفاءات الوطن التي نعتز بها، إلا امتداد لتلك العناية الكريمة.

Halemalbaarrak@