محمد أحمد بابا

ذكاء المجتمعات

السبت - 28 ديسمبر 2019

Sat - 28 Dec 2019

ماذا لو استطاع مجتمعنا التعامل وفق فلسفة الشركات والاقتصاد والربح والخسارة والإنتاجية ووحدة الهدف وقانون المنافسة وشفافية التقارير!

طالما نظّر كثيرون بأن (الشركات) العملاقة هي المتحكمة في العالم اليوم، بكل تلابيبه بشكل مباشر أو غير مباشر، فلماذا لا نعيش لحظة حلم بقناعة مثل تلك.

أظننا حينها نستطيع فهم كثير من ردة فعل آخرين، وسيسهل علينا السير في مسار إقناع بقضية ذات عوائد، وقطعا سنسير نحو محاسبة لا تغضب أحدا، ثم سنقف على موطن الخلل بتتبع أقصر في الإجراءات والزمن، وبذلك يتحفز فينا فكر وإبداع نحو ربح.

حين نؤمن بمنتوجات غيرنا أنها كبضاعتنا سنتبادل مع عوالم أخرى صناعة الحياة، وسيصدق شيء في الإعلام بناء على الموقف المجرد بعيدا عن التنظير العاطفي، وستظهر مهنية من يرأس أو ويدير مؤسسة وطنية أيا كان نشاطها، ويكون البقاء لصاحب المهارة والتطوير وجدارة لها شواهد من المخرجات.

وأظننا لما يغشانا خوف من المخاطرة سيغيب الهراء وتصفو أجواء الموضوعية لينتقي المفكر أصدق الدلائل متحررا من التبعية، وستظهر فينا علامات التخصص حتما لأن قيمة كل امرئ ما يحسن من أعمال.

بذلك - على الأقل - نعيش أجواء جديدة، فقد (مللنا) من بيروقراطية الموروث السلوكي المهني في الممارسة المهنية الحكومية، وهرمنا من أجل لحظة تاريخية تنقلنا من قدسية اللوائح إلى مخرجات الخطط الاستراتيجية النافعة.

المجتمع كله بجميع شرائحه وأطيافه عبارة عن مشروع متسلسل الأداء متطلع للربح المجتمعي حاذر من الخسارة التطبيقية للتفاعلات.

بعض التوجهات نحو الظهور العالمي جعلت المقتنعين بالأداء التجاري في القطاع الخاص للشركات يشطون نحو اليسار المتطرف، ناقلين حرفيا كل جزء من خاصية الإجراءات كمعيار للنجاح المجتمعي، ورغم قناعتي بمجمل الفكرة في فلسفة مؤسسات الاقتصاد الربحي، إلا أنني أكره مبدأ البيع (بالكوم) فانتقاء الصالح من الخيارات المتاحة سنة الموضوعيين.

وضع بيانات المؤشرات الاجتماعية والمجتمعية تحت عيون الفحص المماثل لقراءة المجالس العمومية للشركات أو المنشآت الربحية يرفع من نسب نجاح خلطة المجتمع مع بعضه البعض في شتى المجالات.

لكن ترك خطط التنمية المجتمعية ودراسة الظواهر وتوصيات الباحثين للتثقيف والتوعية دونما وجود مسطرة لقياسات التحسين يترك الحبل على الغارب ولا يعدو كونه ناتج تفكير من غير تجربة فعلية.

المال شقيق النفس، وتنميته غاية العالمين، والممارسات فيه تضبط بوصلتها على الربح، لذلك فإن الإفادة من عموم تلك المنهجية هو ذكاء المجتمع، وميزة المجموعات.

كثير من المجتمعات الصغيرة في العالم قررت قرارات مجتمعية نحو التنمية، فاكتسبت بذلك احترام المنافسين وصارت مثلا يحتذى، ولا زال الفرد فيها ذا سلوك تجاري نحو بقية الأفراد، لكنه في الوقت نفسه وُقي شح نفسه فصار من المفلحين.