شاكر أبوطالب

إعلامنا وفرصة إلهام العالم برؤيتنا!

الاحد - 22 ديسمبر 2019

Sun - 22 Dec 2019

تسلمت المملكة العربية السعودية رسميا رئاسة مجموعة العشرين (G20)، التي تأسست من أجل تجنب حدوث الأزمات الاقتصادية والمالية في المستقبل على الصعيدين الدولي والعالمي، وإلى جانب المملكة، تتألف المجموعة من الصين والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا واليابان والمملكة المتحدة والأرجنتين وأستراليا والبرازيل وكندا والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا والهند وإندونيسيا وإيطاليا والمكسيك وجنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية وتركيا.

تعتبر القمة السنوية لمجموعة العشرين من بين أكثر الأحداث العالمية أهمية ومتابعة، حيث تجري تغطيتها على نطاق واسع في وسائل الإعلام، والسبب يكمن في اجتماع أقوى قادة العالم في مكان واحد لمناقشة جدول أعمال خاص بأبرز القضايا في الساحة العالمية، إلى جانب أهمية الرسائل الصادرة عن اجتماعات مجموعة العشرين وتأثيرها بشكل فوري على الأسواق والأعمال والاستثمار، وبالتالي تمثل قمة مجموعة العشرين أرفع منصة عالمية لبناء علاقات استثمارية وتطوير علاقات المستثمرين.

أحيانا ينتج عن قمم مجموعة العشرين تغييرات مهمة في السياسة، وغالبا تؤدي مؤتمرات قمم المجموعة إلى سياسات وقوانين وأنظمة تعمل على تحسين حياة الملايين في المجتمعات البشرية، وتعد قمم المجموعة فرصة هامة لتركيز العمل الدبلوماسي وتعزيز العلاقات الدولية، خاصة حين يلتقي أقوى قادة العالم وجها لوجه بشكل ثنائي أو من خلال مجموعات، ما يسهم في إزالة سوء الفهم، بالوقوف الفعلي على مواقف قادة الدول تجاه أبرز القضايا الدولية.

في العالم اليوم هناك نحو 195 دولة، وهناك عديد من مجموعات العمل المكونة من الدول والحكومات، من بينها مجموعة العشرين التي تضم الدول الأقوى اقتصادا في العالم، وليس من السهل الدخول ضمن هذه المجموعة إلا وفق شروط محددة ومعايير صارمة، ولذلك تمثل رئاسة المملكة لقمة مجموعة العشرين حدثا استثنائيا يجب استثمار كل فرصه وتفاصيله، وينبغي بذل أقصى الجهود لجذب أنظار العالم إلى رؤية المملكة ومبادراتها خلال رئاسة مجموعة العشرين.

هذا الحدث الاستثنائي يتطلب اعتماد استراتيجية اتصالية خاصة برئاسة المملكة لمجموعة العشرين، وتصميم حملة إعلامية مبتكرة، وصناعة المحتوى الإعلامي الذي يجسد شعار المملكة «فرصتنا لنلهم العالم برؤيتنا»، لإبراز أولويات السعودية في قمة مجموعة العشرين، وكذلك لتسليط الضوء على مسؤولية المملكة والتزامها بالعمل مع أعضاء مجموعة العشرين لتعزيز النمو للاقتصاد العالمي، وزيادة الوعي الفردي والجمعي بالشؤون الدولية، وتحفيز الانضمام إلى الحوار العالمي للبحث عن أفضل الممارسات والحلول تجاه التحديات التي تواجهها

البشرية.

في المقابل تفرض المسؤولية الوطنية على أبرز الشركات والمصارف والمؤسسات في السعودية المبادرة والمساهمة في دعم وتنفيذ برامج الاستراتيجية الاتصالية والخطة الإعلامية الخاصة برئاسة المملكة لمجموعة العشرين، وإبراز المبادرات السعودية في قمة مجموعة العشرين لتحقيق التنمية المستدامة الشاملة، فالفرصة مواتية لإلهام العالم برؤيتنا، ورواية حكايتنا الفريدة في البناء والتنمية.

ومن أضعف أشكال الجهد الإعلامي إنتاج محتوى مرئي متعدد ومكثف ومناسب لوسائل الإعلام التقليدي ووسائل التواصل الاجتماعي، لإيصال الرسائل الأساسية للمملكة من منبر مجموعة العشرين إلى العالم، والمساهمة في صناعة محتوى إعلامي عالمي عن المملكة، عبر تنظيم رحلات صحفية ودعوة أبرز الصحفيين في أكثر المؤسسات الإعلامية تأثيرا في العالم، بالتزامن مع عقد أبرز الاجتماعات المرتبطة بقمة مجموعة العشرين.