فايع آل مشيرة عسيري

ماجد الشبل الصوت والصورة!

الجمعة - 03 يونيو 2016

Fri - 03 Jun 2016

ظلت ذاكرة السعوديين مختزلة طيلة نصف قرن صوت الإعلامي ماجد الشبل اختزالا يوحي بأنه ما زال يعيش بيننا في كل تقاسيم حياتنا الماضية الذي كان لجهاز الراديو قصب السبق، فقد سبق انطلاقة التلفزيون السعودي وبات شاهدا على انطلاقته الأولى، ظل الشبل اختزالا يبقيه الصورة الأنيقة داخل إطارات الشاشة الفضية المتعبة بنصب البدايات.. وظلت برامجه هي الخالدة في مخيلة العاشقين المتيّمين بهذا المجد الخالد في تراتيل الإذاعة والتلفاز.. تقاسيمه الوسيمة صوتا وملامح جعلته نقطة التقاء لكل المتابعين داخليا وخارجيا.

بقي ماجد الشبل الصوت الذي يسبق الصورة دون أن يحدث خللا في شاشتنا السعودية الأولى، فهو الاستثناء الذي يناغي حرف الدال بإحساس مرهف فخم يجعل كل حروف الهجاء تحاول جاهدة أن تكون دالا كي يمنحها دلالة الإعلام، وهداية الأديب في عقول الملايين وأسماعهم الموسيقية.. ماجد الشبل الوحيد الذي جعل للخيال واقعا يسافر إليه العاشقون، شريطة أن تكون حنجرته الدافئة شتاء والباردة صيفا.. نحاول التشبث عبثا بكل الماجديات الراحلة يقينا في إبقاء الصورة واضحة دون تشويش الأريل الهوائي، فماجد الشبل المتفرد عن بقية أقرانه ببرنامج «طلابنا في الخارج» وهو الوجه الذي يمنحنا لذَّة الحنين للوطن، وهو برنامج «حروف» رمضان المضيئة، وهو تراتيل الأدعية المأثورة وصوفيات القداسات الزاهدة في الدنيا.. قصيدته التي تسكب فينا روحا تناجي روحا وحيا من ميلاد أنثى القصيدة.. وهل برنامجه اليومي «همس النسيم» الشعري.. و»شاعر وقصيدة» غير تراث العربي الأصيل بتنا ماجديين وجدانيا.. هو مزيج الثقافة بين التاريخ والأدب والفكر والسياسة والدين، فكم هي الشخصيات التي حاورها بلباقة أسلوبه وطرحه المتزن الذي كان يسمح بالتعددية في الآراء والاختلاف دون الخلاف.. هو صوت العيد في وجه كل الراحلين ماجد الشبل العلامة الفارقة والاستثناء الذي يمنحك الابتسامة البيضاء الصادقة.. هو صوت السياسة التي تجتمع في أحداث العالم في أسبوع واليوم ماجد الشبل حدث الأسبوع لأهم حدث في العمر.

ومضة: في رحيله يقول صديقي الشاعر الرائع مفرح الشقيقي:

ها قد رحلت.. وظل صوتك خافقا بعض الحناجـر للخلود جمالها