عبدالله العنزي

البعد الاستراتيجي في العلاقة المصرية السعودية

الثلاثاء - 03 مايو 2016

Tue - 03 May 2016

«لمصر في نفسي مكانة خاصة، ونحن في المملكة نعتز بها، وبعلاقتنا الاستراتيجية المهمة للعالمين العربي والإسلامي». بهذه الكلمات غرد الملك سلمان خادم الحرمين الشريفين في حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «توتير» موضحا انعكاس هذه العلاقة الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين مصر والسعودية على الأمة العربية والإسلامية.

وهذه الرؤية الاستراتيجية لخادم الحرمين تأتي مرتكزة على وجوب ضبط إيقاع الأحداث الراهنة وإعادة التوازن للمنطقة العربية وتوظيف قدرات كلا البلدين، وهذا راجع إلى تحديات البيئة الخارجية لمنطقة الشرق الأوسط وما يحيطها من تحولات سياسية واقتصادية عالمية باتت خطره جدا ولن تستطيع أي دولة عربية أن تواجه هذه التحديات بمفردها مهما بلغت من القدرات والإمكانات.

وما هو واضح من إدارة خادم الحرمين لأزمة المنطقة العربية أنه يسعى إلى بناء تعاون استراتيجي بين السعودية وبين الأشقاء العرب والدول الإسلامية في ظل هذا المزيج المتنافس أحيانا على بعض المصالح، وذلك لبناء قوة تأثير على المسرح الدولي ولردع أي هيمنة محتملة على المنطقة العربية قبل أن يصعب مواجهتها في المستقبل.

ولمصر ثقل كبير تمثل بملتقاها الآسيوي الأفريقي وهذا بعد جيواستراتيجي بالنسبة للملكة العربية السعودية ينعكس إيجابا على صياغة سياسات دولية وإقليمية لصالح الأمة العربية والإسلامية، وهذا ما ترمي إليه رؤية خادم الحرمين.

وإن المملكة العربية السعودية لتسعى جاهدة إلى تماسك الأمة العربية والإسلامية واستقلالها وحماية أراضيها وصيانة مصالحها من خلال بناء تعاون استراتيجي على المستوى العسكري والسياسي والاقتصادي والأمني والثقافي لردع العدو التقليدي لكلتا الأمتين والحد من التكتلات الإيديولوجية التي أصبحت مصدر خطر على المنطقة، وهذا ينطلق من حس المملكة العربية السعودية بالمسؤولية، كونها هي الثقل في المنطقة العربية والعالم الإسلامي.