عبدالحليم البراك

ترامب البغدادي!

يمين الماء
يمين الماء

الاثنين - 04 أبريل 2016

Mon - 04 Apr 2016

لو جاز لي أن أعيد تسمية دونالد ترامب لناديته أبوبكر ترامب البغدادي، لكن دعونا ننزه حتى أسماء رموزنا من الصحابة عنه، مع أنه لا يختلف عن أبوبكر البغدادي الداعشي في شيء، فالقواسم المشتركة الأعلى والأدنى واحدة، فمن صفر (وهي سياسة الأرض المحروقة) وحتى القسمة على اثنين (وهي التخلص من الشركاء والعداء مع الجميع) هكذا يتفق بغدادي العراق مع بغدادي أمريكا، فالدواعش أحرقوا أوروبا، وهذا الـ(ترامب) يريد أن يحرق حلف شمال الأطلسي ويدعو لحلّه، وأكثر من هذا، دواعش بغداد أعلنوا القطيعة مع العالم (الكافر) كله، وهذا الداعشي الأمريكي الذي يحلم بالوصول إلى البيت الأبيض يريد أن يعلن القطيعة مع الجار الجنوبي لأمريكا (المكسيك) بجدار نازي فاصل حتى يمنع الـ(حشيش) من دخول أراضي أمريكا وهو يبيع (الحشيش) الإعلامي عبر قنواته الإعلامية، وحلم دواعش بغداد وسوريا وليبيا بإقامة الدولة الإسلامية يقابله حلم داعشي واشنطن الجديد “ترامب” بشعاره الجديد “ أمريكا أولاً” والذي ينص على أمريكا فقط وما بعدها الطوفان “وتسونامي” وكل عواصف العالم مجتمعة!

لم يكتف ترامب بهذا فقط، بل قرر منع ومقاطعة البضائع الصينية في الأراضي الأمريكية وهي نفسها لغة التفاهم لدى الدواعش في إعلان المقاطعة الاقتصادية مع كل دولة تنتج منتجاً سواء كان ضرورياً أو دواء أو غذاء للناس، فلغة التطرف واحدة، فقط عنوان الديانة يختلف لا أكثر!

وبحسب “أحمد مختار” في “الحياة” فإن هذا التوجه يتقاطع مع سياسة روسيا الهمجية في سوريا، ولذلك يمكن أن يكون بوتين البغدادي القابع في موسكو صديقاً وحليفاً لترامب البغدادي الآمل في الحصول على كرسي “برّاك أوباما”

بقي شيء واحد مختلف في المقارنة الداعشية الفذة وهو: تأييد الشعب الأمريكي له، فهل يثبت الشعب الأمريكي الذي اختار رجلاً أسود ليقود الولايات المتحدة الأمريكية مدة ثماني سنوات بأنه تخلص من العنصرية أم إنه فقط كان يغامر ويجرب كل الحلول بما فيها الرجل الأسود، والآن هو يراهن على داعشي أمريكي بنسخة أبوبكر دونالد ترامب البغدادي؟!

لا أحد يعلم بالضبط ماذا سيجري في نهاية هذا العام، ولن نتوقع ماذا سيجري، لأن في جعبة أمريكا مفاجآت أكثر من ترامب هذا!

[email protected]