صديقي مع الهيئة!

تفاعل
تفاعل

الثلاثاء - 15 مارس 2016

Tue - 15 Mar 2016

يخبرني أحد الأصدقاء بأنه وبعد انتظار طويل وألف واسطة مفتولة العضلات وجد وظيفة حكومية، باركت له متمنيا له التوفيق في مرحلته العملية الجديدة، وجدته غير متحمس كعادته سألته عن السبب أجابني بأنه حائر ومتردد في قبولها ويفكر في الاعتذار عنها، قاطعته ساخرا لن ألتمس لك عذرا إلا إذا كنت موعودا بحقيبة وزارية!

فالحصول على وظيفة حكومية أحد أكبر أحلامنا العظيمة، يعلق بانكسار: ولكنني سأصبح موظفا في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر! هل تتخيلني ناصحا وأنا المملوء بالأخطاء أفتش عن أخطاء الآخرين وأحاسبهم عليها! قلت له هي كأي وظيفة حكومية في الوطن هيكلة وأقسام وفروع. رد ببرود أعصاب كما لو أنه اتخذ قرارا برفض الوظيفة وقال: هل تعرف أحدا يعمل في الهيئة حليق ذقن، والموسيقى جزء لا يتجزأ من يومه؟ أفحمني باستفهاماته المنطقية كما لو أنه أخرسني وقال: وإن تجاوزت الأمر وقبلت وكلفت بعمل ميداني هل هناك لوائح بالمنكرات التي يجب علي إزالتها أم أنني سأعتمد على معاييري الخاصة؟ وماذا سأفعل بهيئتي الظاهرية كيف سأسقيها بلباس التقى، وهل سأضطر لاستعادة لياقتي البدنية لأكون متأهبا لأي مطاردة مفاجئة لوقف منكر ما؟

يكمل طرح أسئلته ويقول: وهل لو كلفت بمتابعة نوعين من المنكرات سيصرف لي خارج دوام يستحق جهدي المبذول أم أن الجزء الأكبر من عملنا احتساب؟

قلت له مازحا: هل ميناء جدة الإسلامي يوحي بأن موانئ وطننا الأخرى غير إسلامية! ولكن يا صاحبي لا تكثر الأسئلة فأنا ما زلت أمام سؤالك الأول هل تعرف أحدا يعمل بالهيئة حليق ذقن!