الشمالي: إشكالية «ق.ق.ج» كتابة الخاطرة باسمها

الاحد - 28 فبراير 2016

Sun - 28 Feb 2016

أكد المحاضر في كلية الآداب بجامعة الملك فيصل بالأحساء الدكتور نضال الشمالي على أن القصة العربية القصيرة تمر بحالة من الازدهار غير المسبوقة، إلا أنها تعيش أزمة نقدية، مشيرا إلى أن الخلط الذي يحصل لدى بعض الكتاب ما بين القصة القصيرة جدا، لا يخدم الأخيرة.

1 - ما هي برأيك الأسباب التي أسهمت في ازدهار القصة القصيرة العربية؟

الفضل في ذلك يعود إلى جملة من الأسباب وربما تتركز في ثلاثة وأولها: أنها فن يناسب تسارع العصر، وثانيها ميل القراء الفطري إلى جنس القصة على حساب الشعر والمسرحية ربما لأنها أصدق في التعبير عن اهتماماتهم، وثالثها إحجام كثير من الشعراء عن مزاولة الشعر لصالح التجريب في كتاب القصة والرواية.

2 - ولكن هناك من يرى أنها تعيش أزمة؟

نعم تعيش أزمة، ولكنها نقدية وليست أدبية، بمعنى أن تداخلها مع أجناس تعبيرية أخرى من قبيل قصيدة النثر أو الكاريكاتور أمر يجب أن يحل في مختبرات النقد، لأن كاتبها لا ينتظر توجيهات نقدية استباقية، بل تعقيبات بعدية غير ملزمة، من هنا فإن استيلاد أجناس تعبيرية جديدة -ربما تكون أدبية- أمر مباح، ولا يعني بالضرورة انقراض جنس تعبيري أدبي حاز على سمة الأصالة.

3 - إلى أي حد يمكن القول إن هناك توافقا بين القصة والرواية؟

لا يوجد توافق بل تشابه يعود إلى تبدل استراتيجيات الرواية في كيفية ما تطرحه، فالرواية بدأت خطاها بالاتكاء على المدونة التاريخية، ثم انتقلت إلى الواقعية، وما يستدعي ذلك من تبحر في قضايا المجتمع وتعقد مجرياته وهي مرحلة نضجها، وتعيش منذ عقدين حالة من البروز اللغوي الأخاذ، إلا أن دواعي الرواية تبقى مختلفة اختلافا بينا عن دواعي القصة القصيرة.

4 - يتجه نقاد إلى قراءة النص بدلا من نقده، ما هو الفرق بين الرأيين؟

النقد فعل تقييمي متكامل الأبعاد ينطلق من منهجية صارمة تحدد نقطة انطلاق نحو النص ولا تتوقف إلا بعد استيفاء متطلبات المنهج كلها، أما القراءة فهي فعل مباشر لا يستدعي صرامة المنهج، بل يستنطق موجودات القارئ حال تلقيه للأثر الأدبي فيعكف على بنائه لتشكيل النص حسب مقدراته المعرفية والذوقية.

5 - كتب الكثيرون في القصة القصيرة جدا، ولكن البعض يرون في ذلك مشكلة في الفهم، ما رأيك؟

المشكلة التي تعيشها القصة القصيرة جدا «الومضة» هي كثرة المتبرعين لكتابتها في ظل غياب مفهوم حقيقي لها، ويفاقم الإشكالية غياب التقييم النقدي الحقيقي لما ينجز.

أما الإشكالية العميقة لهذا اللون من الكتابة فتكمن في حالة التمازج غير المسؤولة بين فنون تعبيرية كثيرة تتستر تحت مفهوم «ق.ق.ج»، فمنهم من يكتب خاطرة تحت هذا المسمى أو تعليقا أو توقيعا أو حكمة، وهذا خلط عجيب لا يخدم القصة القصيرة جدا.