أمريكا: 1000 قتيل في مظاهرات إيران

وعود حكومة روحاني تحولت إلى كذبة وانضمت إلى سلسلة الخدع السابقة هوك: الحرس الثوري رش المتظاهرين بالرصاص وحمل الجثث على شاحنات الحكومة الأمريكية قدرت عدد قتلى الاحتجاجات بـ1000 شخص أغازاده اعترف بالقبض على 2021 متظاهرا في طهران وحدها قطع الانترنت زاد التعتيم وكبد شركات الاتصالات 25 تريليون ريال 160 محاميا انتقدوا الرئيس وطالبوا بتحقيق شامل في العنف والقمع عائلات الضحايا ممنوعة من الشكوى أو الحديث لوسائل الإعلام شهود عيان: أغلب القتلى أصيبوا برصاص في الرأس أو القلب
وعود حكومة روحاني تحولت إلى كذبة وانضمت إلى سلسلة الخدع السابقة هوك: الحرس الثوري رش المتظاهرين بالرصاص وحمل الجثث على شاحنات الحكومة الأمريكية قدرت عدد قتلى الاحتجاجات بـ1000 شخص أغازاده اعترف بالقبض على 2021 متظاهرا في طهران وحدها قطع الانترنت زاد التعتيم وكبد شركات الاتصالات 25 تريليون ريال 160 محاميا انتقدوا الرئيس وطالبوا بتحقيق شامل في العنف والقمع عائلات الضحايا ممنوعة من الشكوى أو الحديث لوسائل الإعلام شهود عيان: أغلب القتلى أصيبوا برصاص في الرأس أو القلب

الاحد - 15 ديسمبر 2019

Sun - 15 Dec 2019

تحت ضغط هائل من الرأي العام، وعدت الحكومة الإيرانية بالكشف عن عدد القتلى خلال المظاهرات الشعبية التي شهدتها جميع المدن في الفترة الأخيرة.

وذكر المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي أنهم سيقدمون قائمة بأسماء القتلى في كل ولاية على حدة، بالإضافة إلى إعلان أسباب وفاتهم، بحسب موقع راديو فرادا.

كذبت الحكومة الإيرانية كعادتها، ولم تعلن عن أي شيء، مثلما خدعت الناس بوعود مماثلة بعد مقتل المثقفين عام 1998، واحتجاجات الطلاب في عام 1989، والاضطرابات التي تلت الانتخابات في 2009، واحتجاجات عام 2017 وعام 2018.

وأظهرت الطريقة التي أدلى بها ربيع بيانه أن الوعد ربما لم يكن جادا كما أراد، وزعم أن «عددا أكبر من رجال الشرطة أصيبوا خلال الاحتجاجات أكثر من المحتجين»، إلا نه أخفى الحقيقة الأساسية، وهي أن السبب وراء عدم الكشف عن عدد القتلى خلال الاحتجاجات حتى الآن هو أن المجلس الأعلى للأمن القومي، أعلى سلطة أمنية في البلاد تعمل تحت حكم الرئيس حسن روحاني، منع إعطاء مثل هذه المعلومات.

ويبقى السؤال: لماذا رفضت الحكومة الإفصاح عن حصيلة القتلى؟

رصاصة في الرأس

بالنسبة لعائلات الضحايا أو الإيرانيين العاديين، لا يهم من يقف وراء هذا التأخير.

يقول أفراد عائلات القتلى، وكذلك شهود العيان، إن معظم الضحايا أصيبوا بالرصاص في الرأس أو القلب من نقطة فارغة، وفي أماكن مثل ماهشار في جنوب إيران، قتل الضحايا باستخدام نيران الرشاشات الثقيلة.

أكبر عدد من الوفيات

يتداول البعض أعدادا مختلفة لللوفيات، يقول موقع جهاني الإيراني إنها تبلغ 366 قتيلا، بينما وضعت الحكومة الأمريكية رقما يصل إلى 1000، وأجرت عددا من المكالمات داخل إيران وخارجها تطلب من الحكومة الإعلان عن عدد القتلى والجرحى والمعتقلين على أيدي قوات الأمن.

وفي واحدة من الحالات الأخيرة، دعا رئيس السياسة الخارجية الجديد للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل طهران إلى نشر معلومات دقيقة وشفافة حول الإصابات والاعتقالات، وقال الحاكم المحلي لطهران علي أغازاده إنه تم إلقاء القبض على 2021 متظاهرا في محافظة طهران.

ومع ذلك، تشير الأبحاث الاستقصائية التي أجرتها إذاعة فاردا إلى أن عدد المحتجزين في إيران أثناء الاحتجاجات وبعدها يزيد عن 8000 شخص، وهو قريب لما ذهب إليه النائب الإيراني نقوي حسيني الذي قال إن حصيلة المظاهرات زادت عن 7000 معتقل.

وفي الوقت نفسه، كتب 160 محاميا إيرانيا رسالة إلى روحاني للمطالبة بإجراء تحقيق شامل في الحملة العنيفة على الاحتجاجات، ودعوا إلى معاقبة ضباط الأمن الذين انتهكوا القانون.

كما انتقدوا الرئيس الإيراني ومسؤولين آخرين لتقليص الاحتجاجات المشروعة المناهضة للحكومة إلى إلقاء اللوم على مؤامرات الأجانب.

انتقادات روحاني

سألت لجنة أنشأتها أمهات الضحايا الشباب، روحاني عن سبب تسجيل الدوائر التلفزيونية المغلقة ما فعله المتظاهرون، لكنهم فشلوا في التقاط صور لأولئك الذين قتلوا المحتجين الشباب، كما تم انتقاد روحاني لقوله إن المعتقلين سيعترفون على التلفزيون الذي تسيطر عليه الدولة.

وأدان النشطاء الإيرانيون، بمن فيهم بعض النواب، هذه التصريحات، وذكروه بحملاته الانتخابية التي تعهد فيها بإنهاء هذه الاعترافات التي تنتهك حقوق الإنسان.

وفي تطور آخر، هدد النائب الإصلاحي محمود صادق بأنه إذا فشلت إدارة روحاني في إعلان عدد الإصابات، فإن أعضاء البرلمان سيعلنون الإحصاءات بناء على تقارير شهود العيان.

وقال بعض أفراد أسر الضحايا إن المسؤولين منعوا الدفن السليم، وفي الحالات طالبوا بالمال قبل تسليم الجثث إلى العائلات، مثلما منعوا من الشكوى أو الحديث لوسائل الإعلام.

تعتيم وخسائر

ولاحظ النشطاء الإيرانيون ووسائل الإعلام العالمية أن مذبحة المتظاهرين في إيران وقعت في حين فرضت الحكومة تعتيم الانترنت لمدة عشرة أيام لكبح نشر المعلومات.

وكشفت النائبة فاطمة حسيني أن الشركات الناشئة الإيرانية تكبدت خسائر تصل إلى 25 تريليون ريال (حوالي 200 مليون دولار) نتيجة قطع الانترنت، ووفقا لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، لم تتم استعادة الاتصال بالانترنت بالكامل، وما زالت الخسائر تتراكم، وتتبع الحكومة فكرة إطلاق انترانت داخلية بدلا من الاتصال المعتاد بالشبكة العالمية في نموذج يشبه كوريا الشمالية.

ونفت الحكومة تقارير حول إمكانية استعادة الاتصال بخدمة رسائل تليجرام التي يعتمد عليها العديد من الشركات الإيرانية للاتصالات اليومية، وكان نحو 40 مليون إيراني يستخدمون النظام حتى تم إيقافه رسميا في أعقاب اضطرابات 2018، لكن البعض كان لا يزال يستخدمه من خلال التحايل.

الجثث على شاحنات

تتوافق نسخة الشاهد للأحداث مع ما كشف عنه أخيرا ممثل وزارة الخارجية الأمريكية لإيران، براين هوك.

ففي إشارة إلى مقطع فيديو تلقته وزارة الخارجية، قال هوك إنه يمكن رؤية قوات الحرس الثوري، وهي تطلق النار على المتظاهرين الذين أغلقوا الطريق بالقرب من مدينة ماهشهر في جنوب غرب إيران، حيث قتل العديد من المتظاهرين، بينما فر آخرون إلى الأهوار القريبة.

وقال «تعقبهم الحرس الثوري الإيراني وحاصروهم بمدافع رشاشة مثبتة على شاحنات وبدؤوا في رشهم بالرصاص»، وأضاف هوك «بين نيران الرشاشات، يمكن سماع صرخات الضحايا»، مضيفا «في هذه الحادثة وحدها، قتل النظام ما يصل إلى 100 إيراني وربما أكثر، وعندما انتهى الأمر حمل النظام الجثث في شاحنات».

وقال هوك إنه عندما حاولت العائلات استعادة الجثث، طالب الحرس الثوري الإيراني بدفع تكلفة الذخيرة، وجعلهم يوقعون على أوراق بعدم إقامة الجنازات العامة.

مجزرة ماهشهر

مسؤولو إيران يعترفون بمجزرة وقعت في ماهشهر، لكنهم يزعمون أنهم كانوا مسلحين، فبعد أكثر من أسبوعين من الاحتجاج على مقتل العشرات من المحتجين في مدينة ماهشهر الجنوبية، حاول كبار المسؤولين الإيرانيين تبرير إطلاق النار على المتظاهرين بزعم أنهم مسلحون.

واعترف أمير حسين غازي زاده هاشمي، وهو عضو في هيئة رئاسة البرلمان الإيراني، بأن «الكثير من الناس قد قتلوا» في ماهشار، لكنه ادعى أن المحتجين أرادوا «إلحاق الضرر بخطوط نقل الطاقة الرئيسة (خطوط الأنابيب) في البلاد».

ماهشار تعود إلى مقاطعة خوزستان المنتجة للنفط وبالقرب من مصانع البتروكيماويات الكبيرة وغيرها من المنشآت النفطية، وزعم الهاشمي «نحن نعرف بالضبط هوية القتلى» وكيف حصلوا على الأسلحة»، لكنه لم يذكر أي أرقام.

وبعد مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على الاحتجاجات على مستوى البلاد، لم تنشر إيران بعد عدد المتظاهرين الذين قتلوا على أيدي قوات الأمن، الرقم الأكثر تحفظا الذي نشرته منظمة العفو الدولية هو ما لا يقل عن 208 من الضحايا الذين تم التحقق من صحتهم، لكن هناك تقديرات أخرى ربما تصل إلى 1000، وقالت جماعات معارضة إن 366 قتلوا.

تبريرات مضحكة

اندلعت الاحتجاجات في 15 نوفمبر بعد ارتفاع ثلاثي مفاجئ في ​​أسعار البنزين، ولكن سرعان ما تحولت إلى اضطرابات واسعة النطاق ضد النظام، وسرعان ما بدأت قوات الأمن في استخدام الأسلحة العسكرية ضد المتظاهرين، مع وجود أدلة على أن القناصة يطلقون النار على الناس في الشوارع أو في كثير من الحالات تكون نقاط إطلاق النار فارغة.

وترافق ذلك مع تعتيم على الأخبار والانترنت، ولكن مع انخفاض القيود المفروضة على وسائل الإعلام، يتم نشر المزيد من المعلومات.

وتتحدث روايات شهود العيان لصحيفة نيويورك تايمز وراديو فاردا عن متظاهرين غير مسلحين إلى حد كبير في ماهشهر كانوا قد أغلقوا الطرق ببساطة، يمتلك عدد قليل من الناس أسلحة، لكن في المنطقة التي يسكنها أغلبية من العرب، فمن المعتاد امتلاك أسلحة.

ومع ذلك، قدم مسؤول كبير آخر، وهو رئيس أركان الرئيس حسن روحاني محمود فايزي تبريرات مضحكة للأحداث، رغم أن الهدف كان مرة أخرى تبرير إطلاق النار على المتظاهرين، فادعى فايزي أن الصور الموجودة تظهر أن مجموعة من الرجال المسلحين أطلقوا النار على قوات الأمن وعلى الناس، مضيفا «هذا عمل غريب».

ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا) عن فايزي قوله للصحفيين المحليين إن مسلحين في ماهشهر وبلدة جنوبية أخرى «اتخذوا مواقع خلف الحواجز» وقتلوا بعض الناس العاديين، ولم يقدم أي دليل.

الهروب من الموت

وأوضحت صحيفة نيويورك تايمز في تحليلها مدى الحملة الأمنية التي تشنها قوات الأمن، بناء على مقابلات متعددة مع شهود عيان، وخلص التقرير إلى أن ما بين 40 إلى 100 من المحتجين معظمهم من العزل قتلوا في المنطقة.

وتحدث الممثل الخاص للولايات المتحدة لإيران براين هوك عن عمليات القتل في ماهشهر، وقال إن الولايات المتحدة لديها دليل مصور على رشاشات ثقيلة تفتح النار على المتظاهرين الذين فروا إلى المستنقعات القريبة، مما أدى إلى مقتل 100 شخص ثم نقلوا الجثث في شاحنات صغيرة.

وقال نشطاء حقوق الإنسان الإيرانيون وشاهد عيان لراديو فاردا إن المتظاهرين فروا إلى الأهوار هربا من الموت بعد إطلاق النار من قبل قوات الأمن، ثم حشروا ورشوا برشاشات ثقيلة مثبتة على شاحنات.

معهد واشنطن: حان وقت الرد على استفزازات إيران

دعا معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، الإدارة الأمريكية إلى الرد عسكريا على استفزازات وهجمات إيران المتواصلة في المنطقة، مشيرا إلى آخر هجوم نفذته طهران على القواعد الأمريكية في العراق.

وحذر المعهد في تقرير من أن المسار الإيراني المزعزع لاستقرار المنطقة سوف يستمر حتى تشعر طهران بالمخاطر الجدية لاعتداءاتها، وأشار إلى أنه في الأيام الأخيرة حذر كبار المسؤولين الأمريكيين من إمكانية استعداد إيران لشن هجمات جديدة في الشرق الأوسط في إطار حملتها الرامية إلى تقويض سياسة الضغط الأقصى التي تنتهجها إدارة ترمب.

وسبق للمنشآت التي تستخدمها القوات الأمريكية في العراق أن تعرضت لعدد متزايد من الهجمات الصاروخية، من بينها تسع هجمات في الأسابيع الخمسة الماضية وحدها. دون سقوط قتلى، لكن الزيادة في إطلاق النار وحركة الصواريخ الإيرانية المبلغ عنها إلى العراق تعد بمثابة مؤشرات محتملة على هجمات قاتلة تستهدف الأفراد الأمريكيين، أو حتى تكرار الهجمات الجريئة بواسطة طائرات بدون طيار وصواريخ موجهة على منشآت نفط سعودية في 14 سبتمبر.

طهران تزعم تصديها لهجوم الكتروني جديد

زعم وزير الاتصالات الإيراني محمد جواد آزري جهرمي أمس أن بلاده تصدت لهجوم الكتروني ثان في أقل من أسبوع، وكان هذه المرة «يهدف إلى التجسس على المخابرات الحكومية».

وقال جهرمي، عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) إن «الهجوم المزعوم تم التعرف عليه وصده بواسطة درع الأمن السيبراني. حددنا خوادم تجسس، وتعقبنا متسللين».

وكان وزير الاتصالات الإيراني، قال قبل يومين، إن بلاده أحبطت هجوما الكترونيا كبيرا شنته حكومة أجنبية على البنية التحتية الإيرانية، وذلك بعد شهرين من تقارير عن عملية الكترونية أمريكية ضدها.

وذكر آذري جهرمي لوكالة «مهر» الإيرانية للأنباء «واجهنا في الآونة الأخيرة هجوما منظما للغاية برعاية دولة على البنية التحتية للحكومة الالكترونية، تم صده من قبل الدرع الأمني للشبكة الوطنية للمعلومات». وأضاف «هذا الهجوم كان كبيرا جدا»، وذكر أنه سيتم الكشف لاحقا عن التفاصيل.

وكان مسؤولون أمريكيون أبلغوا «رويترز» في أكتوبر أن الولايات المتحدة نفذت ضربة الكترونية سرية على إيران، بعد الهجمات التي وقعت في 14 سبتمبر على منشأتي نفط سعوديتين، والتي اتهمت واشنطن والرياض طهران بالمسؤولية عنها.

وفي أواخر سبتمبر قامت إيران بمراجعة إجراءات الأمن في منشآتها الرئيسية للنفط والغاز في الخليج بما في ذلك الاستعداد للتصدي للهجمات عقب تقارير إعلامية ذكرت أن واشنطن تدرس هجمات الكترونية محتملة على طهران.

الأكثر قراءة