علي المطوع

رموز صحة عسير من الأضواء إلى الوفاء

الجمعة - 13 ديسمبر 2019

Fri - 13 Dec 2019

(عطاء ووفاء) فريق خيري تطوعي، يعنى بقضايا إنسانية مجتمعية، مكانه في أبها وجل أعضائه من هذه المدينة الآسرة الأسيرة.

لا أعرف ظروف نشأة هذا الفريق وتكوينه، لكن حضوره في المجتمع الأبهاوي بدأ يتزايد ويظهر تأثيره الإيجابي وأثره المعرفي والإنساني.

في هذا الأسبوع حظي بعض العاملين السابقين في القطاع الصحي في عسير بنصيبهم من الوفاء برعاية إمارة المنطقة وتنفيذ هذا الفريق التطوعي. كان على رأس المكرمين وضيف شرف الحفل وزير الصحة السابق الدكتور حمد المانع الذي أثرى الحفل بحضوره وبجميل كلماته العطرة النقية.

أما بقية المكرمين فكانوا من العاملين السابقين واللاحقين، الذين أدوا أدوارا هامة وتركوا بصمة في العمل الصحي، كالأستاذ صالح المونس، وتركي السرحاني، وعبدالله بن علي القحطاني، وغيرهم ممن لا يسع المجال لذكرهم هنا في هذه المساحة الضيقة.

هؤلاء الأعلام في مجالهم وبعد مسيرة حافلة بالعطاء والتضحيات حق لهم أن يكرموا، وأن ينظر إليهم نظرة تعيد إليهم شيئا من ذكريات أعمارهم الجميلة التي أفنوا فيها زهرة شبابهم خداما لهذا الوطن ومواطنيه.

بادرة هذا الفريق التطوعي كانت محل ترحيب الجميع، خاصة أنها نظرت لهؤلاء نظرة إنسانية حقيقية بعيدة عن حفلات التكريم الروتينية بعد الرحيل، والتي لا تنظر إلى المبدعين والمؤثرين إلا بعد رحيلهم، وكأن شكرا ومتلازماتها تستدعي أن يكون صاحبها من الراحلين الذين لم يبق لهم في هذه الدنيا سوى الاسم والوسم والذكريات.

هؤلاء المكرمون كانوا نجوما بمقاييس التأثير على الأقل داخل دوائرهم المجتمعية الصغيرة، وكان شعور الإنجاز وخدمة الوطن يعطيانهم دافعا للمتعة وقبلها الفخر بما قدموه للوطن والمواطن، وفجأة وبعد التقاعد يصبح الواحد من هؤلاء معزولا عن دوائره الصغيرة والأصغر منها، وكثيرون منهم يشعرون بالنكران والجحود، لأن المجتمع نسيهم وأن الأيام تجاوزتهم إلى أسماء جديدة كانت في يوم من الأيام تلاميذ صغارا في حرم هؤلاء الأساتذة الكبار.

ولأنني أحد منسوبي هذا القطاع - الصحي - فقد سعدت كثيرا برؤية أساتذتنا والابتسامة تتغشى وجوههم وتعبر إلى قلوبنا في صور من الرضا والشكر والامتنان والتقدير، وعادت بي الذاكرة إلى سنين بعيدة كنت أرى فيها هؤلاء قادة عمل وتأثير وتغيير، واليوم وبحكم الزمن ودوران عجلته، يصبح هؤلاء ونحن من بعدهم مجرد أسماء كانت وأصبحت، ثم صار مآلها الرحيل، وهذه سنة الحياة.

القطاع الصحي في عسير خرّج أسماء نابهة فذة وكبيرة، معظمهم كان متجليا في ذلك المساء، والبعض الآخر ما زال ينتظر نصيبه من التكريم والتذكير، فعلى سبيل المثال، هناك الدكتور عبدالعزيز آل حبشان استشاري الطب الشرعي وأحد الرواد في هذا المجال على مستوى الوطن، والدكتور عبدالله الأحمري جراح العيون البارع، والدكتور ناصر فقيه، وأسماء أخرى في مجالات المختبرات والتمريض والأشعة وغيرها من التخصصات الصحية الأخرى.

وماذا بعد؟ تظل هذه البادرة الإنسانية بادرة تحسب للمجتمع الأبهاوي ولرموزه ولهذا الفريق والقائمين عليه وعلى رأسهم الأستاذ ناصر العواد وكافة زملائه الأعضاء على هذه اللفتة المجتمعية الإنسانية الراقية، والتي تصب في مفهوم مأسسة النشاط الاجتماعي وجعله في قالب مدني يبدأ بالإنسان ويعود إليه، كل ذلك وفق ضوابط المجتمع وأعرافه وتقاليده، وهنا يكمن التميز في هذا الفريق الذي يترصد الفرص ويهتبل المناسبات لتقديم صورة ناصعة للتلاحم المجتمعي والإنساني، بتكريم الرموز وإعادة استحضار أسمائهم وبعثها من جديد وفاء وتقديرا وعرفانا بالجميل.

@alaseery2