ماجد الصقور

قمة الـ 20 المسرح الكبير لثقافتنا السعودية

الأربعاء - 11 ديسمبر 2019

Wed - 11 Dec 2019

لا يخفى على الجميع سعادتنا بتولي السعودية رسميا رئاسة مجموعة العشرين لدورة 2020 تحت شعار «اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع»، ورغم أن الهدف الأساسي من تأسيس هذه المجموعة هو تفعيل التعاون لمواجهة الأزمات العالمية، خاصة الأزمات المالية، وأضيفت الأزمات الاجتماعية إلى جدول الأعمال في السنوات الأخيرة، إلا أن لاستضافة مثل هذا الحدث أهمية أخرى من خلال إبراز الجانب الثقافي للدولة المستضيفة.

ماذا فعلت الأرجنتين عام 2018 لإبراز ثقافتها؟

استضافت الأرجنتين كدولة مستضيفة لمجموعة العشرين عرضا ثقافيا مميزا للوفود المشاركة، حضره رؤساء الدول وزوجاتهم في مسرح كولون بالعاصمة الأرجنتينية، والذي يعد من أفضل 10 دور أوبرا على مستوى العالم. مدة العرض كانت 45 دقيقة تخللها عدد من الرقصات الشعبية الأرجنتينية ومقطوعة موسيقية رائعة وفيديو استعراضي جميل للأرجنتين وطبيعتها الخلابة، وهي أيضا رسالة مبطنة لتشجيع السياحة في بلادهم. كما تذوق رؤساء الوفود أطعمة أرجنتينية مختلفة على مدار اليومين شملت الأسادو (لحم الضأن الأرجنتيني المشوي) هذا غير الفعاليات الثقافية الجانبية على مدار العام، والتي شملت العروض الموسيقية والمعارض الفنية هنا وهناك.

ماذا فعلت اليابان عام 2019 لإبراز ثقافتها؟

استضافت اليابان هذا العام اجتماعات مجموعة العشرين خلال يونيو ونفذت عديدا من الفعاليات الثقافية للتعريف بحضارتها القديمة والحديثة التي أدت إلى اختراع روبوت آلي يجسد شخصية الرسام الإيطالي ليوناردو دافنشي. كما استقبلت اليابان الوفود المشاركة بعروض شعبية كعرض الأضرحة المحمولة mikoshi وعرض العائم الخشبي danjiri وقدمت عروضا وفيديوهات لمهرجان الإكسبو الذي ستستضيفه عام 2025، كما لم تفوت هذه الفرصة الذهبية لتعريف العالم بالواشوكو وهو الطعام الياباني التقليدي.

ماذا ستقدم السعودية في 2020 لإبراز ثقافتها؟

يقال إن مهرجان الجنادرية سيكون في توقيت عقد القمة نفسه في نوفمبر المقبل وسيكون أول مهرجان جنادرية بتنظيم وزارة الثقافة وبقيادة الأمير المثقف والمبدع بدر بن فرحان الذي يعمل ليل نهار لإبراز ثقافة هذا البلد، وإثراء المشهد الثقافي السعودي داخل وخارج المملكة. ولأنه من النادر أن تأتي مثل هذه الفرص في الحياة، نريدها جنادرية مختلفة، وعروضا ثقافية من جميع أنحاء المملكة، لنبهر قادة مجموعة العشرين. نريد إبرازا للفنون التشكيلية السعودية وأطعمة المطبخ السعودي وعروضا فلكلورية مبهرة.

نريد من اللجنة العليا واللجنة التحضيرية لاستضافة المملكة لقمة العشرين أن تعقد الاجتماعات المئة خلال هذا العام في شتى مناطق المملكة. نريد أن نرى اجتماع وزراء الصناعة للدول المشاركة في الجبيل، واجتماع وزراء السياحة في العلا، واجتماع وزراء الطاقة في مقر أرامكو، واجتماع وزراء المالية في مدينة الملك عبدالله المالية، واجتماع وزراء الزراعة في القصيم، ووزراء التعليم والتكنولوجيا في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا (كاوست)، ووزراء البيئة في المدينة الحالمة نيوم، نريد فعاليات مصاحبة خلال العام ومشاركة طلاب المدارس على مستوى المملكة في هذه الفعاليات. نريد ورش عمل ومنتديات تناقش رؤيتنا 2030 مع الوفود الأجنبية، وورشا أخرى تناقش تمكين الشباب والنساء من المناصب القيادية، خاصة أن محور تمكين الإنسان أحد المحاور الثلاثة لاجتماع قمة العشرين المقبلة.

في الختام، أقدم الشكر والتقدير للمصمم المبدع محمد الحواس الذي صنع شعارا لاجتماع مجموعة العشرين كتمثيل بصري مستلهم من خيوط السدو الملونة، وهي أحد أنواع النسيج البدوي التقليدي المنتشر في شبه الجزيرة العربية. الثقافة السعودية ستتحدث خلال عام 2020 بلغات العالم المختلفة بإذن الله.

@magiedalsqoor