الفيصل يرعى الأمسية الثقافية على كتابه «إن لم.. فمن..!؟» غدا بجدة

السبت - 07 ديسمبر 2019

Sat - 07 Dec 2019

خالد الفيصل
خالد الفيصل
يرعى مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل غدا، بنادي جدة الأدبي الأمسية الثقافية التي يسلط فيها عدد من الكتاب والمثقفين الضوء على كتابه المعنون «إن لم.. فمن..!؟».

ويدير الندوة الثقافية المخصصة لقراءة الكتاب التي يتوقع أن يزاهي حضورها الـ 1000 أكاديمي ومثقف وإعلامي، نائب رئيس مجلس الشورى الدكتور عبدالله المعطاني.

وسيتحدث خلال الندوة الدكتور حسن الهويمل، والدكتور عبدالله دحلان، وحسين بافقيه، والدكتورة عزيزة المانع، والدكتورة رانية العرضاوي عن جوانب عدة في الكتاب الذي بدأه مؤلفه الأمير خالد الفيصل بأسلوب التساؤل، واستطرد فيه مستخدما فن السجع، مستشهدا بقصائد الأمس والحاضر، وبعيدا عن الأنا أطلق للتجربة العنان، تلك التجربة التي لم ترتد ثوب القصة، أو تتدثر ببردة الرواية، بل هي تجربته إنسانية كتبت بإحساس شاعر وخبرة رجل دولة، تجربة تخللها سرد لرحلته من الميلاد إلى الكهولة، متطرقا إلى الشخوص المؤثرة والبيئة المشكلة والظروف من حلوها ومرها وتجارب مسنودة بكل العوامل التي أقحمته في ميادين التحدي ودفعته لخوض غمار التجربة.

وعلى صفحات الكتاب الـ 215 أغدق الفيصل بوفرة أدوات الاستفهام وكأنه يلمح إلى أهمية إعمال العقل والتفكير، فعمد إلى طرح استفهامات تتساءل عن المعنى في الحياة، وأخرى تحاكي الحكمة في القرار، وعن ضرورة القيم في المجتمعات محفزا بذلك هوس النفس البشرية للتأمل الجوهري، ومدعما لدوافعها الذاتية المحفزة للاستكشاف.

الأمير الفيصل في «إن لم.. فمن ؟!» تبرأ من تدوين مذاكرته أو تجربته الشخصية، ونفى أن يكون ذلك سيرة ذاتية، بل أقر بأنه ومضات من مراحل الزمن التي لم يكن له دور في اختيارها، بل هي من اختارته، كما حكى عن مستقبل لم يرسمه بريشة الفنان، بل إنها في واقعها تحديات وجب عليه تخطيها، فكان لزاما عليه الوقوف منازلا للصعاب ومروضا لجموح التحدي ليصل إلى ذروة النشوة والاستمتاع بهزيمتها.

وكتب تأملات مواطن صقل الإخفاق والخطأ والاستعجال تجربته فعاش حياة الأطفال بشموخ الكبار وامتطى صهوة الخيل فارسا ومارس الكرة لاعبا، وحمل الصقر صيادا وترجم الإحساس شعرا وطوع بحور الكلمات قصائد، ولم يكتف بذلك، بل تكاثفت غيمات الألوان في ريشته فأمطرت صورا من نور وظلال.

ولم يشأ في هذا الكتاب أن يتحدث عن شخصه بل أنكر ذاته ليبلغ الغايات، معرجا على الأمجاد وكيف عانق بها السعودي السماء، وكيف حلق بإنجازاته في أفق العلم والمعرفة والتقنية، وكيف أصبح جيش السيف والخيل صقورا في الجو وأسودا في البر وموجا في البحر مهلكا.

ووصف في تعمده إلى التساؤلات في طرح السؤال الأهم «من نحن.. ماذا نريد؟ من واقع التجارب التي تشربها، أجاب متحدثا عما حبا الله به المملكة من ميزات وخص قيادتها وشعبها بسمات فريدة»، ليستطرد «نحن لأقدس البقاع جيران، ولضيوف الرحمن خدام، دستورنا القرآن والسنة، تلك عوامل تجعلنا متفردين»، ودعم ذلك بالشواهد منذ تأسيس المملكة على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - حتى اليوم.

وفي ثنايا الكتاب وتحت تساؤل «ماذا نريد ..؟ « لم يشأ الفيصل أن يطرح إجابات، بل أجاب عن الأسئلة بمثلها ليحفز الفكر ويدفع النفس البشرية للبحث والاكتشاف وطرح الرؤى التي تساعد في تشكيل الشخصية، ثم دعا إلى بناء نهج جديد وأساليب فكر وحياة مبتكرة لصناعة حضارة رائدة، وأن نلحق بركب التطور قبل أن يداهمنا التخلف، فاستحث الهمم لصناعة مجتمع راق بإيمانه وصلاحه وعلمه وأخلاقه، بإرادته وقدراته كل ذلك لا بد أن يكون، ولكن مع التمسك بالدين القيم والثواب وعدم التخلي عنها.

ولخص الفيصل في آخر الكتاب مكتسبات نماذج الحياة التي نهلها من تجارب الأيام وتشربها من مجالس الرجال، خاتما بشهادة تحمل اعترافات وتحكي قصصا كانت له مع أعمامه ولتكون أخيرا عبارة بعنوان «كتاب ليس فيه أنا» مسك الختام لتجربة تطرق فيها الفيصل إلى شخصيات ومواقف وأحداث شكلت تجربته على مدى 70 عاما.