مسابقة الفلكلور الشعبي.. وثائق تاريخية تخدم الدراما السعودية

الاحد - 01 ديسمبر 2019

Sun - 01 Dec 2019

في حين تواصل مسابقة الفلكلور الشعبي التي تنظمها وزارة الثقافة استقبال مشاركات المتسابقين في مساراتها الثلاثة، عكست المسابقة أهمية توثيق الألوان الفلكلورية الشعبية باختلاف أنواعها باعتبارها وثائق مهمة يمكن من خلالها معرفة تاريخ وثقافة وهوية المجتمعات.

وقال الفنان عبدالإله السناني إن تقديم الفلكلور الشعبي في الدراما لا يكون بطريقة مباشرة وفجة بل ضمن سياق درامي تحكمه الحبكة والأحداث. والدراما السعودية قدمت أعمالا فلكلورية مثل مسلسل «أساطير شعبية» للكاتب الكبير عبدالكريم الجهيمان، وهو أحد مؤرخي الحياة الاجتماعية في السعودية، وأخذ مسلسله صدى كبيرا في حينه وفتح المجال لمسلسلات مماثلة أظهرت التراث السعودي ضمن حبكة المسلسل دون أن يكون المشهد دخيلا، لذلك تقديم الفلكلور عبر الدراما ليس سهلا لأن العمل يعتمد على الحبكة والحكاية، مستشهدا بالمسلسل الشهير «العاصوف» الذي قدم الكثير من التراث بحكم أنه يحكي حقبة معينة، وتناولت أحداثه مقاطع من الاحتفالات الاجتماعية مثل السامري والعرضة والعرس قديما.

وأضاف أن تقديم أعمال تراثية يحتاج إلى مؤسسات تعنى بتقديم التراث في الدراما، وتقدم محفزات لتسليط الضوء على القصص، مشددا على أهمية التفريق بين العمل الوثائقي التراثي الذي يقدم الألعاب والرقصات والتفاصيل التراثية، وبين المسلسلات التراثية التي تعتمد على عناصر كثيرة لتقديم القصة ومن ضمنها الأغاني التراثية والرقصات وغيرها.

وأشاد السناني بخطوة وزارة الثقافة في تنفيذ مسابقة الفلكلور الشعبي، واعتبرها خطوة ممتازة لتشجيع الجمهور على المشاركة المجتمعية في جمع التراث «حتى يكون لدينا أرشيف وطني لتراث كل قرية ومنطقة، وكل مناطق المملكة زاخرة بهذا التراث العريق الذي يتشابه في الإطار العام ولكن يختلف في التفاصيل»، مشيرا إلى أن هذه الخطوة ستشجع صناع الأفلام على الرجوع للوزارة وأرشيفها عند تنفيذ عمل ما فيه حكاية لقصة جرت في منطقة ما حول تفاصيل تاريخية وتراثية تدعم العمل.

واتفق معه في الرأي عبدالرحمن الزايد مدير إنتاج «طاش ما طاش» و»العاصوف» وغيرهما من المسلسلات الناجحة، لافتا إلى أن توظيف التراث في الدراما مرتبط بالسياق الدرامي، وضرب مثالا على ذلك مسلسل العاصوف بجزئيه «حيث تم استعراض مشاهد وتفاصيل العرس في الجزء الأول من حيث أزياء تلك الحقبة والإكسسوارات والرقصات في لقطات مطولة وهي جزء من العمل، فيما تم الاكتفاء في الجزء الثاني بالعرضة النجدية حتى لا يتم الإثقال على الجمهور بمشاهد مكررة ومقحمة على العمل كون الدراما حبكة متكاملة، كل جزء لا بد أن يكون في مكانه الصحيح حتى لا يكون زائفا أو مفتعلا».

من جانبه قال الفنان إبراهيم الحساوي إن توثيق ثقافة المجتمع بكل مكوناتها الفلكلورية والأسطورية هو من صميم دور الدراما، موضحا بأنه يستعد حاليا لتنفيذ مسلسل من التراث الأحسائي يتحدث عن فترة الخمسينات باسم «خيوط المعازيب»، كما سبق له المشاركة في مسلسل «أساطير شعبية» الذي أنتج خصيصا لهذا الهدف التوثيقي.

وتابع «إننا اليوم في عصر يشهد مسلسلات وأفلاما فانتازية وعصرية غابت عنها الهوية الوطنية المحلية، لذلك من الضروري تسليط الضوء على الأعمال التراثية حتى يعي جيل اليوم تاريخه، والأعمال الموجودة حاليا تقدم لمحات فقط عن تراثنا ولا تقدم جرعات كافية منه للجمهور».

مسارات مسابقة الفلكلور:

• الرقص الشعبي

• الموسيقى الشعبية

• الحكايات والأساطير الشعبية

أبرز أهداف المسابقة:

• لفت انتباه منتجي الدراما للجانب الفلكلوري وضرورة توثيقه

• مشاركة أكبر شريحة من المجتمع للمساهمة في التوثيق

• تحفيز الفنانين على استثمار الفلكلور وتوظيفه في إبداعاتهم الفنية

• توثيق الفلكلور وحفظه بشكل إبداعي للأجيال المقبلة