زيد الفضيل

في الذكرى الخامسة.. حكاية وطن

السبت - 30 نوفمبر 2019

Sat - 30 Nov 2019

أبانت صحيفة مكة في عددها الصادر يوم الأربعاء الفائت عن ترؤس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للاجتماع الخمسين لمجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز التي أنشئت في الخامس من شعبان عام 1392هـ/1972م، لخدمة تاريخ وجغرافية وآداب وتراث المملكة العربية السعودية، فعملت على تحقيق وطبع وترجمة الكتب المرتبطة بذلك، علاوة على إعداد بحوث ودراسات ومحاضرات وندوات عن سيرة الملك عبدالعزيز خاصة، وعن المملكة وحكامها وأعلامها قديما وحديثا بصفة عامة، والمحافظة على مصادر تاريخ المملكة وجمعه، وإنشاء قاعة تذكارية تتضمن كل ما يصور حياة الملك عبدالعزيز الوثائقية وغيرها، وآثار الدولة السعودية منذ نشأتها، إلى غير ذلك من الأعمال الجليلة التي كان لها دور بارز في توثيق حكاية هذا الوطن الغالي منذ نشأته حتى وقتنا وإلى غد بإذن الله.

في هذا الاجتماع أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أهمية الاهتمام بالتاريخ الوطني ضمن إطار مناهج ومقررات التعليم العام والعالي، إضافة إلى تنفيذ مبادرة تطوير الدراسات التاريخية الوطنية تحت إشراف ولي العهد نائب رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز الأمير محمد بن سلمان، وتهدف المبادرة إلى تطوير جوانب المدرسة التاريخية السعودية، لتكون رائدة ومؤثرة على الصعيد الوطني، والإقليمي بوجه عام.

بهذا التوجه المبدئي يؤكد خادم الحرمين الشريفين أن أي نهضة وتطوير لا يمكن أن يكونا بمعزل عن الوعي بالماضي وقيمه وأصالته، وأن التغيير السليم يستمد قوته من الرؤية الواعية للتاريخ ومنجزاته التي صنعها الآباء المؤسسون، وهي رؤية ناضجة من قائد تمرس اكتساب المعرفة الواعية خلال سنين طويلة من عمره، عبر قراءاته المستفيضة في كتب السير والتاريخ الإنساني.

إنه الملك المؤرخ إذا جاز التعبير، الذي أمكنه توظيف ما اختزلته ذاكرته من معرفة واعية في كثير من قراراته الهادفة إلى مواءمة العلاقة بين إجراءات إدارة الدولة الضرورية، وسرعة العصر وديناميكيته مع حلول القرن الواحد والعشرين، وفي قناعتي أن ذلك عسير إلا على المستنيرين بتلك التجارب التاريخية المضيئة في التحول والتغيير.

في الذكرى الخامسة للبيعة المباركة تواكب المملكة العالم في ملامح النسيج الذهني المجتمعي، فكان القرار بالسماح لقيادة المرأة، وتم الإذن بفتح دور للسينما، وجرى تقليص المؤسسات والهيئات والمجالس الحكومية العليا وإعادة دمج بعضها، وقبل ذلك وبعده القرار الحكيم بتحرير المجتمع من ربقة تلك الأفكار والمفاهيم الدينية الخاطئة التي أساءت إلى كياننا ضمن المحافل العالمية، وكان أن ظهر المجتمع السعودي بوجهه الحقيقي إنسانيا مسالما محبا للفرح والسرور، ملتزما بقيمه وأخلاقه العربية المسلمة دون تشويه وتطرف.

إنها بعض خبايا حكاية وطننا، التي يؤكد عليها خادم الحرمين الشريفين الملك المؤرخ سلمان بقراراته الحكيمة، ويقوم على متابعة تنفيذها ساعده الأيمن نجله الأمير الشاب محمد بن سلمان، ودام عزك يا وطن.