أحمد الهلالي

تأهيل حارس الأمن وحماية حقوقه!

الثلاثاء - 26 نوفمبر 2019

Tue - 26 Nov 2019

استكمالا للمقالة السابقة (مراجعة الحراسات الأمنية) تركز هذه المقالة على ما يجب أن يكون عليه حارس الأمن، فبعد استيفاء الأجر العادل والمزايا المناسبة لخدماتهم، وبناء الهيكل الوظيفي الملائم لصناعة مستقبلهم، يأتي موضوع التدريب والتأهيل، لتكون هذه الحراسات فاعلة في أماكن تواجدها.

سألت حارسين في إحدى الجهات عن أمور شتى، فأخبراني أنهما كانا متعاقدين مع شركة أمنية براتب قدره 3600 بعد التأمينات، وبعد سنوات انتهى عقد الشركة مع الجهة الرسمية، فتعاقدت مع شركة جديدة، وتعاقدت الشركة معهما، لكنها قصت ربع أجرهما فصار 2600 بعد التأمينات، ولا تدفع لهما أجرا إضافيا لقاء ساعات العمل الإضافي، بل تعوضهما بإجازات فقط، ولم يحصلا على أي تدريب أو تأهيل، وحتى ملابسهما الأمنية يشتريانها كغيرهما من الحراس في كثير من الشركات، فالأمر لا يعدو أن الشركة أغرت الجهة المتعاقدة بقيمة عقدها المنافس، وحسمته من أجر ومزايا الحارس المسكين، فعوضا عن أن يزيد راتبه ومزاياه بعد سنوات خدمته، نقص بمقدار 25%!!

من جهة أخرى، لنتفق أن حارس (المول) يختلف عن حارس المدرسة، وعن حارس البنك، وعن حارس المستودع، وعن الحراسات المتحركة حول المنشآت، هذا يوجب أن تتخصص الشركات الأمنية في مجالات مختلفة، وأن تقدم التأهيل الكامل لكوادرها في تخصصها، فمثلا حارس (المول) يجب أن يتدرب على التعامل مع الجمهور بفئاته بما يلائم المكان، ثم يدرب على كيفية التعامل مع الحوادث الطارئة، كاختلاف بائع وعميل، أو شجار عنيف داخل المكان، أو النشل، أو النهب المسلح، أو تنظيم التجمهر، أو الحريق، والتعامل مع حوادث المصاعد والسير الكهربائي، والتعامل مع المواقف المختلفة في مثل هذه المنشأة العامة، وأن يدرب ويجهز بما يمكنه من الدفاع عن نفسه أحيانا.

وقس على ذلك في موضوع التأهيل في التخصصات المختلفة، فلا يصح أن يظل حارس الأمن مجرد (بواب) أقصى ما يملكه الاتصال بالجهات الأمنية الرسمية، بل يجب تأهيله للتعامل مع المواقف كافة في الدقائق السابقة لوصول الجهات الرسمية المتخصصة.

وعلى ما سبق فإننا لا نستطيع تأهيل حارس الأمن في وظيفة ما يزال كثيرون يرونها مؤقتة، أو محطة انتظار وظيفة أخرى، ودور القائمين عليها لا يعدو (توفير الموارد البشرية) للمتعاقدين، وستكون كذلك إن لم نعمل على رسم معالم حقيقية لهذه المهنة، تمنحها الاحترام الكافي، وتعطي الأجر والمزايا المناسبة للعاملين فيها، وهذا كله معلق على اهتمام وزارة العمل بهذا الملف، وعنايتها الكاملة بهذا القطاع المهمل، والمتنامي باطراد.

ahmad_helali@