عبدالله المزهر

لا زال حيا أزرق!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاثنين - 25 نوفمبر 2019

Mon - 25 Nov 2019

الحقيقة ـ آخر كلام ـ أني لا أحب الهلال ولا أكرهه، ولم تكن مباراته يوم أمس تعني لي أي شيء، لن أحزن أو أفرح لفوزه أو خسارته، فالأمر في البداية والنهاية يتعلق بكرة القدم، وحين تحب فريقا فإنك غالبا لن تهتم كثيرا لنتائج الفرق الأخرى، ربما تشاهد المباريات من باب الاستمتاع بكرة القدم نفسها، خاصة إن كان الفريق الذي تحبه لا يحسن الفوز ويقدم كرة قدم مملة وباعثة على الضيق والضجر وكراهية الحياة الدنيا.

لكن مع هذا فقد وجدت نفسي سعيدا بعد نهاية المباراة لأن السعادة معدية، الملايين من الناس أسعدهم هذا الفوز، ورؤية الناس سعداء سبب ودافع قوي للسعادة المجانية اللذيذة.

صحيح أن هذا الفوز أحزن آخرين أيضا، لكنه حزن لا يخصهم، كان حزنا سببه سعادة آخرين ولا أجد أني أتعاطف كثيرا مع هذا النوع من الأحزان، مع تفهمي لوجوده ومع أني لا أبرئ نفسي من ممارسة هذا الحزن الرخيص أحيانا.

مشكلة مشجع كرة القدم أنه غير عقلاني ولا منطقي في انفعالاته، فرحا وحزنا. لكن المشجع يتعامل مع بطولات كرة القدم بشيء من الأنانية، حين يفوز فريق ببطولة سبق أن فزت بها فإن المشجع ينظر للأمر بذات الطريقة التي تنظر بها امرأة دخلت إلى حفلة فوجدت أخرى تلبس فستانا مشابها لفستانها. تفسد حياتها وتشعر أن الحياة أصبحت خيارا غير مستحب، وأن الموت قد يكون حلا جيدا.

وبالمناسبة فهذا ينطبق على الجميع، السعداء اليوم قد تحزنهم غدا سعادة الغارقين في الحزن اليوم.

ولأن الهلال هو البطل المتوج فإنه من الإنصاف الحديث عنه بإنصاف، والقول إنه سواء كنت تحبه أو تكرهه، تريد أن يستمر في الصعود للأعلى أو تتمنى لو أنه لم يكن، فإنك تتمنى أن يكون الفريق الذي تحبه يشبه الهلال، الهلال هو القدوة التي يتمناها محبوه وكارهوه، ثباته وإصراره وتكاتف محبيه وتغاضيهم عن زلات بعضهم البعض أمر يشبه الحلم في أندية أخرى قد تعصف بها المشكلات والديون لمجرد أن عضوي شرف اختلفا على موقف سيارتيهما في النادي.

وصحيح مرة أخرى أن الهلال حظي بدعم إعلامي وشعبي وحكومي غير مسبوق في هذه البطولة، وأني شخصيا توقعت أن يتم القنوت والدعاء له في المساجد أن ينصره الله على بني الأصفر ـ أعني اليابانيين ـ لكني أعتقد أن هذا الدعم والتفاعل معه أمر منطقي، فز كما يفعل الهلال واحظ بجماهيرية الهلال وسيدعمك الجميع حتى ولو من باب التسويق لأنفسهم وبضائعهم وحتى أفكارهم. الهلال صنع شعبيته وجماهيره وهذا بدوره صنع التعاطف حتى من بعض الوصوليين الذين يريدون أن يصلوا للناس أو حتى جيوبهم من خلال الهلال.

وعلى أي حال..

سعيد من أجل أصدقائي الهلاليين الذين فرحوا كما لم يفعلوا من قبل على الرغم من كثرة أفراحهم، وحزين لأني لا أعلم لماذا لم أكن هلاليا، أشعر أن الفريق الذي أحبه خدعني وغرر بي وأوهمني أنه سيبقى بطلا ممتعا جميلا، ثم تخلى عني في منتصف الطريق ولكني ما زلت أحبه، وأنتظر مبارياته المملة الكئيبة التي أعرف نتيجتها سلفا.

agrni@