محمد العـوفي

لماذا يغادر الرؤساء التنفيذيون مناصبهم؟

الاثنين - 25 نوفمبر 2019

Mon - 25 Nov 2019

متى يجب أن يغادر الرؤساء التنفيذيون مناصبهم؟ وهل هناك عمر أمثل لترك المنصب الوظيفي؟ هذان السؤالان يكادان يكونان الأكثر تداولا وإثارة في وسط الأعمال في الشرق والغرب، لارتباط أداء الشركات ونجاحها بقدرات الرؤساء التنفيذيين ومهاراتهم، كونهم أعلى سلطة في المؤسسات أو الشركات والمسؤول عن إدارتها وتنفيذ سياستها.

لم تتوصل الدراسات التي طرقت هذا الجانب إلى عمر محدد لبقاء الرؤساء التنفيذيين في مناصبهم الوظيفية، لكن بعضها أشارت إلى أنها عادة ما تكون بين 8 و12 عاما، وأن 90 % من الرؤساء التنفيذيين يغادرون مناصبهم التنفيذية في أقل من 12 عاما.

وفي الولايات المتحدة مثلا، تشير البيانات الصادرة عن شركة Fortune إلى أن 500 من أكبر الشركات في الولايات المتحدة لديها فترة مديرين تنفيذيين متوسطة تبلغ 4.9 أعوام، لكن هناك عدد من هؤلاء الرؤساء التنفيذيين جددوا في المنصب، وبعضهم لا يرغبون في المغادرة، كما نشرت شركة Equilar دراسة توصلت من خلالها إلى أن متوسط عمر بقاء الرئيس التنفيذي في منصبه بالشركات المدرجة في S&P -500 ارتفع من 6.6 سنوات في 2004 إلى 7.4 سنوات في 2014 ثم ارتفع إلى 8.1 سنوات في 2015، وهو ما يؤكد أن متوسط فترة بقائهم دون الـ 12 عاما، وتتفق معظم الدراسات على أن السنوات الأولى لهم في مناصبهم التنفيذية عادة ما تكون هي الأفضل والأكثر إضافة لقيمة الشركة.

وبالنظر إلى الأسباب وراء مغادرة الرؤساء التنفيذيين لمناصبهم في تلك الشركات، نجد أن الأسباب المعلنة لمغادرة الرئيس التنفيذي تكشف أن نحو 20 % من تلك المغادرة «يتم فرضها» من قبل مجالس إدارة الشركات، فيما تشير تقديرات الاقتصاد القياسي إلى أن نحو 40 % من مغادرتهم تتعلق بالأداء، وفي كل الأحوال، هناك توجه لدى كثير من الرؤساء التنفيذيين ألا تستمر فترة رئاستهم طويلا لعوامل عملية وشخصية.

وفي الجانب المحلي، لا توجد لدينا دراسات تتعلق بمدة بقاء الرؤساء التنفيذيين في مناصبهم، سواء في الشركات المدرجة في تداول أو في الشركات غير المدرجة في السوق المالية، وكان الإفصاح عن ذلك ضعيفا قبل عام 2015، وكذلك الأسباب وراء تخليهم عن مناصبهم التنفيذية في الشركات، على الرغم من أهميتها في بناء تصور عن أداء الرؤساء التنفيذيين السعوديين، علاوة على أن بقاء الرئيس التنفيذي في منصبه سنوات طويلة في ظل تواضع أداء الشركة يضع أكثر من علامة استفهام حول دور مجالس الإدارات في الشركات.

mohdalofi@