عاصم الطخيس

أجندة هوليوود الجديدة في القرن الواحد والعشرين

الجمعة - 22 نوفمبر 2019

Fri - 22 Nov 2019

إن استطعنا اختصار هوليوود في كلمة واحدة فأعتقد أنها (أين المال؟) هذا ليس بالضبط ما بنيت عليه في بادئ الأمر، لكن بعد الحرب العالمية الثانية أصبح التركيز على الكسب المادي يأخذ مجرى آخر واتسع مع عدة تغيرات ضمن العقود اللاحقة بعد ذلك. سأتحدث عن نوعين من الأجندة التي أصبحت تتمركز حولها أغلب الأفلام والمسلسلات بشكل واضح وصريح، لكن هذه الأجندة لم تأت بين يوم وليلة، بل سعت لعقود ماضية في إدخال رسائلها بشكل غير واضح حتى ظهرت المطالبات والثورات التي تدعم هذه الأجندة بشكل أو بآخر.

1 - رئيس أمريكي أسود: يعتبر هذا الموضوع حساسا جدا ضمن الولايات المتحدة الأمريكية لما يعتريه من مصادمات مع ثقافة الشعب والدول الأخرى، لكن كان هناك تمهيد منذ عام 1933 في الفيلم القصير (Rufus Jones for president) وهو من بطولة سامي دايفيس الابن (Sammy Davis Jr) والذي كانت قصته تدور حول طفل أسود يتم انتخابه ليكون رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية. فيلم (The distinguished gentleman) بطولة إيدي ميرفي (Eddie Murphy) عام 1992 والذي كان يعتبر بمثابة انتخاب أول رجل أسود ضمن مجلس الشيوخ الأمريكي ومن أصحاب القرار، بالرغم من كون الشخصية الرئيسية التي كان يؤديها إيدي هي لشخص مخادع ونصاب وهنا تلميحه إلى أن إيدي عندما يقابل كبار شخصيات المجلس يجد أنهم أفضل منه في عمليات النصب والابتزاز.

فيلم (Deep impact) في عام 1998 من بطولة مورغن فريمان (Morgan Freeman) في دور الرئيس الأمريكي توم بيك (Tom Beck) والذي يقوم باتخاذ قرارات مصيرية عندما يعم الخطر على الولايات المتحدة الأمريكية ومنها لا الحصر وهو اختيار بعض الأعراق والأشخاص للاختباء في المخابئ الموجودة تحت الأرض ومنها ترك الملايين ليلاقوا حتفهم من الخطر القادم. قد يعتبر أفضل تمثيل للرئيس الأمريكي الأسود جاء في مسلسل (24) عام 2001 عندما قام الممثل دينيس هايزبرت (Dennis Haysbert) في تجسيد الشخصية وجعلها محبوبة من قبل المشاهدين وذات تأثير فعال في قبول رئيس أمريكي أسود في المستقبل القريب. أما فيلم (Head of state) عام 2003 من بطولة كريس روك (Chris Rock) في دور مايز جيليام (Mays Gilliam) فكان أشبه بدي جاو فو (deja Vu) أو رؤية مستقبلية للانتخابات الرئيسية للرئيس السابق جورج بوش الابن والرئيس باراك أوباما في أول لقاء بينهما.

2 - الشذوذ الجنسي (المثليون): السينما هي جزء من الحياة الواقعية التي نعيشها يوميا ومن المستحيل ألا نصنع أفلاما تتحدث عن جزء من المجتمع يعيش حياة مختلفة بجميع أطيافه ومن هذا المجتمع (المثليين) قد لا نتحدث عنهم في مجتمعاتنا العربية لكن في هوليوود فهذا الموضوع أو جزء من الأجندة التي أرادت دسها ولو بشكل غير مرئي في بادئ الأمر إلا أنه أخذ وقتا طويلا ليصل إلى العلن بالرغم من عدم رضى المشاهدين والمجتمع.

بدأ تجسيد أول شخصية شاذة جنسيا عام 1895 في فيلم (The gay brothers)، تلاها فيلم (Wings) عام 1927، فيلم (Our betters) عام 1933 ووقتها هوليوود لم تصدر قانونا بمنع ذلك، لكن في عام 1932 ظهر قانون متأثر بتيارات دينية في منع تجسيد أو تعظيم هذه الشخصيات حتى عام 1952 عندما تم منح حق لصانعي الأفلام بإدخال شخصيات شاذة ضمن أفلامهم، وكان ذلك مع فيلم (The sergeant) عام 1968 وفيلم (The Children’s hour) عام 1961 لكن كانت الشخصيات دائما تموت من الانتحار من الخزي وكره المجتمع لهم. لكن مع الثورة في «طلب حقوق المثليين» عام 1969 في نيويورك، تغير اتجاه الصناعة، وهنا رأى منتجو الأفلام مصدرا جديدا لكسب المال من خلال استهداف هذه الفئة في المجتمع، وكان ذلك مع فيلم (The boys in the band) عام 1970 وفيلم (Sunday bloody Sunday) عام 1971 ويمكن اعتبار البداية الحقيقية لسينما المثليين كان عام 1990 مع (My own private Idaho)، (Poison) ولكن ما غير مجرى ذلك كليا هو (Brokeback Mountain) عام 2008 والذي ترشح لثماني جوائز وحصد ثلاثا منها، لكنه وضع بصمة قوية في مثل هذه الأفلام، بل تعدى ذلك لوضع مهرجانات مختصة للأفلام المثلية.

AsimAltokhais@