عبدالله محمد الشهراني

يا وزارة الحج والعمرة.. جملة مفيدة!

الأربعاء - 06 نوفمبر 2019

Wed - 06 Nov 2019

الحج والعمرة، نبدأ بالثانية ثم نعود للأول في نهاية المقال. قبل سنتين أو أكثر فتحت وزارة الحج والعمرة المجال لمن يرغب في إنشاء شركة عمرة بحيث يستوفي الطلبات الطويلة «المكلفة تشغيليا» والمرهقة من ناحية رأس المال، مع شروط صعبة وتهديدات وعقوبات كبيرة. لكن الكل كان يحدث نفسه قائلا «كل هذه التكاليف والالتزامات أكيد خلفها مردود جيد.. فالصبر طيب».

بدأت شركات العمرة الجديدة بالعمل، قرابة 700 شركة، وإذا هي تفاجأ بتغيرات كثيرة، وليست فقط كثيرة بل كبيرة ومؤثرة. وعندما تحدث أصحاب الشركات الجديدة والقديمة أيضا مع الوزارة جاء الرد «هذا استثمار، كيف تبغوا تكسبوا من أول سنة!!»، وكأن السائلين لا يفهمون معنى التجارة والاستثمار! فضّل الجميع الصبر، لكن شيئا جديدا طرأ أيضا، شيئا مؤثرا وبشكل كبير على شركات العمرة، وأعني به «التأشيرة السياحية» التي أرى - من وجهة نظري - أنها «خير كبير على البلد» بل وعلى السائح أيضا، تسهيل كبير وحرية أكبر للزائر. لكن الواضح أن وزارة الحج والعمرة لم تكن تعلم بخبر التأشيرة، أو أنها علمت به - مع المواطنين - عن طريق قناة الإخبارية والصحف.

بعد كل هذه التراكمات قررت قرابة 200 شركة عمرة المغادرة، مخلفة خسائر وشبابا وجدوا أنفسهم دون عمل، وشركات أخرى ذهبت لمقابلة المسؤولين في الوزارة! بعدها خرجت الوزارة بعدة قرارات وتوصيات بإلغاء بعض المتطلبات والشروط المفروضة على شركات العمرة!

سؤالي: لماذا وضعت كل تلك الشروط والمتطلبات إذا كان ممكنا أن تلغى؟ والسؤال الأهم: لماذا انتظرت الوزارة مغادرة 200 شركة؟ ولماذا لم تتحرك حتى قرع بابها المتضررون؟! ومع هذا ما زال الوضع ضبابيا وغير مفهوم، كعبارة: تطبق الشروط والأحكام في آخر كل إعلان تجاري!

أما الحج، فقد صدر قرار بتحويل مؤسسات الطوافة إلى شركات. قرار مهم سوف يساهم في رفع مستوى الجودة للخدمات المقدمة لضيوف الرحمن. قرار جميل وواضح، لكن آلية تنفيذه ضبابية أيضا وغير مفهومة.

استبشر الجميع بالإعلان عن لقاء مفتوح مع وزير الحج والعمرة في مكة المكرمة قبل شهر من الآن، والحقيقة أنني لا أعرف لماذا سمي باللقاء المفتوح؟! ثلاث مداخلات مهمة لم تتم الإجابة عن التساؤلات الواردة فيها، وأسئلة مختارة من قصاصات وصلت إلى يد نائب الوزير. كان الجميع يود معرفة كيف يساهم؟ وكيف تؤسس الشركات التابعة؟ وكم قيمة المشاركة؟ وما الشروط والنسب المسموحة للفرد؟ وكم يكون رأسمال الشركة التابعة وعدد الحجاج المتوقع لكل شركة؟ وأسئلة أخرى مهمة كتبت وسلّمت لكن لم تقرأ.

في الحقيقة، لقد تأخرت وزارة الحج والعمرة عن مواكبة التسارع الذي تشهده كل الوزارات الأخرى والمؤسسات الحكومية والقطاعات العسكرية. أنظمة هي عبارة عن مجموعة خطابات إنشائية فضفاضة، وتوجهات غير واضحة أو مفهومة جعلت كل صاحب شركة عمرة

وكل مطوف يصرخ بصوت عال:

يا وزارة الحج والعمرة.. أنا عايز جملة مفيدة!

ALSHAHRANI_1400@