طلال الحربي

الترفيه اليوم.. حلم الأمس

الاحد - 03 نوفمبر 2019

Sun - 03 Nov 2019

أن نخرج إلى البر ونجلس حول نار لنشرب الشاي على الحطب هذا كان قمة الترفيه التي كنا ننتظر الحصول عليها، أن نخرج إلى استراحة أو ننتظر إجازة الصيف أو تأخذ الدروب لجدة والدمام والخبر، فهذه كانت مكافأة عظيمة نسعى للحصول عليها، لكن مخطئ من يقول إن كل هذا كان مبلغ حلمنا وغاية أملنا، بل كنا نحلم بأكثر من ذلك ونطمح إلى ما هو أكثر أيضا، كنا نريد أن نخرج كعائلات أو أفراد لنجد المسارح والسينما والمطاعم والفعاليات المتنوعة، كنا نزور العالم أو نسمع ممن زار العالم، وكنا نقول في خلدنا: متى نصبح مثلهم؟ متى نكون كبقية العالم فيما يتعلق بشأن الترفيه؟

نعم كنا نستمتع بجلسة البر مع الأهل، ولكن كنا ندعو أن يتحقق أكثر من ذلك، هكذا نحن أهل السعودية طموحون ومقدامون ونسعى للأفضل دوما، لهذا وحين تولى سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان قيادة البلاد، وتولى سيدي ولي العهد محمد بن سلمان حفظهما الله إدارة شؤون البرنامج الوطني للتحول والرؤية 2030، بحثا بكل اختصار في أعماق الذات السعودية وهما يعلمانها جيدا، لكنهما وجدا ما يريد الشعب وما يتمنى وإلى ماذا يطمح.

محمد بن سلمان استطاع بتوفيق الله أن يصل إلى نقطة التعادل التي مكنته من توفير ما يتمنى المواطن، وبين عدم الخلط مع ما هو مرفوض أخلاقيا أو دينيا، هي حتما لحظة صعبة دقيقة قرر فيها ولي العهد أن الوقت قد حان، وأن خير رد على المشككين والخائفين هي النتائج ولا شيء غير النتائج، والمراهنة على وعي السعودي أمر يشعرك بالفخر والنصر الأكيد، لهذا راهن ولي العهد وكسب الرهان ولله الحمد، وها هي المملكة من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها تزخر بالفعاليات الترفيهية التي أصبحت حديث العالم كله، وها هي التأشيرة السياحية تنطلق، وبدأ الناس من كل حدب وصوب يأتون، الكل يريد أن يرى ويتعرف ويشاهد ويعرف عن السعودية، الدولة التي يحترمها العالم كله رغم أنها الدولة الأكثر استهدافا من الإرهاب ومن الأيديولوجيات المريضة.

نعم كنت ذلك الطفل

الذي يحلم بليلة يسهر فيها في البر ويأكل الأيس كريم (عسكريم)، وأنا السعودي نفسه الذي يأخذ أولاده لحضور فعاليات عالمية ومشاهدة فرق ونجوم وأحداث هي الأفضل على مستوى العالم كله، نعم أنا السعودي نفسه الذي كنت أحلم أن أحضر مسرحية لفنان مصري، أو حفلة لمحمد عبدة أو معرض فن تشكيلي أو سيرك عالمي، ولكني كنت مجرد حالم متمن، ولم أكن أبوح إلا لنفسي، واليوم في المسيرة نحو رؤية الوطن أهم نتيجة وصلنا إليها هي أننا نحث ونساعد أبناءنا على البوح بما يدور في خلدهم، نتواصل معهم لنعرف ماذا يحلمون وماذا يتمنون؟ اليوم نرى فكرة ونمطية عقولهم فإن كانت مرضية منسجمة حفزناها وإن كان بها خلل قومناه.

ولمزيد من الأحلام والأمينات الجميلة التي ستتحقق في ظل قيادة حكيمة رشيدة نذرت نفسها لوطنها وشعبها، فإن السعودي سيبقى على الدوام ذلك المعدن الأصيل الذي لا يرضى ولا يطمح إلا بالأفضل.