محمد الحسن

دور المشرف التربوي في تعزيز مفهوم اقتصاد المعرفة

السبت - 26 أكتوبر 2019

Sat - 26 Oct 2019

أضحى اقتصاد المعرفة (Knowledge Economy) يمثل رافدا معرفيا جديدا، لأن إنتاج المعرفة ونشرها وتوظيفها هي المحرك الرئيس لعملية النمو المستدام وخلق الثروة. ومن هذا المنطلق ركزت رؤية السعودية 2030 على التعليم للوصول لمخرجات نوعية قادرة على بناء اقتصاد المعرفة، فالمنظومة التعليمية المتكاملة ركيزة أساسية لاقتصاد المعرفة، وعليه يعد المشرف التربوي قائد تطوير وناقل خبرات للمعلمين، فاعلا ومتفاعلا، فهو أهم الأصول التي تحظى بها المنظومة التعليمية في عصر اقتصاد المعرفة، لذا فإنه سيوفر قاعدة معرفية مناسبة الانطلاق في دعم وتعزيز اقتصاد المعرفة والممارسة المهنية ذات الكفاءة العالية وفقا لما تمليه متطلبات عصر اقتصاد المعرفة. وبناء على ذلك فإن أدواره تكمن في أنه: القائد التربوي الفعال الفذ، المبتكر البناء، المحاور والمناقش، المراقب والموجه، دامج التقنية في التعليم، ناقل التجارب المميزة للمعلمين وهو الذي دمج خبراته بمتطلبات اقتصاد المعرفة.

يعقد حلقات نقاش وتأمل معنى حول تطوير المعلمين، وهو يقترح طرقا حديثة جديدة بما يتناسب مع متطلبات اقتصاد المعرفة. يحلل واقع ممارساته الإشرافية، ويسهم في تطويرها على ضوء إدراكه للمتغيرات. ملاحظ يحسن المنتجات والبرامج. مقوم يجود الأداء المهني. خبير يدعم منسوبي المدرسة ويقترح طرائق أدائية أو استراتيجيات عمل متنوعة. مدرب يقوم النمو المهني. متواصل إيجابي مع المعلمين.

إن أدوار المشرف التربوي يجب أن تستجيب لواقع اقتصاد المعرفة ومتطلباته ومؤشراته وسماته، ويجب أن تركز على الإنتاج من خلال توظيف طاقات المعلمين، وإمكاناتهم، وأفكارهم، وابتكاراتهم، ثم تحويلها إلى مشروعات استثمارية تعود بالنفع على المجتمع المدرسي، وتضيف إضافة نوعية إلى مجتمعات التعلم، وذلك بتقديم المبادرات النوعية.

ونجاح هذا الدور سينعكس إيجابا على تطوير أداء المعلمين، وهذا سيحقق تعلما فعالا يظهر أثره على المتعلمين في المدارس من خلال جودة المخرجات التعليمية المرغوبة، والنواتج الجوهرية الملموسة.

بالمختصر، يقصد باقتصاد المعرفة‬ في التعليم: النواتج المتوقعة للمعرفة التي يكتسبها المتعلم بصورة واقعية حقيقية بحيث تعد استثمارا في المتعلم الذي سيتحول بهذه المعلومات إلى عامل أكثر تأثيرا في الإنتاجية، وتوليد معرفة جديدة ذات تطبيقات اقتصادية تعليمية علمية تقنية يعود ريعها على المتعلم والمجتمع.

ويمكن حصر المواد والخدمات التعليمية الاستثمارية عن اقتصاد المعرفة في التعليم في: متجر الكتب، تطبيقات تعليمية، بحوث علمية محكمة، مكتبة فيديو، تقارير، رحلات علمية، مؤتمرات وحلقات نقاش، جلسات وورش علمية، مقالات دورية.

هذا ويكون ذلك من خلال جعل المدارس مراكز للبحث العلمي، تهتم بمشكلات المجتمع المحيط بها، واحتياجاته المعرفية، وإنتاج المعرفة، ونشر ثقافة التميز والإبداع والتجديد، وبناء التعليم مدى الحياة، والتركيز على المتعلم باعتباره العامل الأفضل في نجاح منظومة الاقتصاد المعرفي.

@jr999mj