فواز عزيز

> معركة «التنظير» في ساحة التعليم

السبت - 26 أكتوبر 2019

Sat - 26 Oct 2019

• لكي تؤكد وزارة التعليم بعدها عن التنظير واهتمامها بالعمل، قدمت تنظيرا مطولا ردا على تنظير وزير التعليم السابق رئيس مجلس إدارة هيئة تقويم التعليم والتدريب الدكتور أحمد العيسى في تغريدات بعد نتائج الاختبارات الوطنية، أثارت غضب وزارة التعليم.

• وقالت وزارة التعليم إنها تابعت المؤتمر الصحفي لهيئة تقويم التعليم والتدريب الذي أعلنت فيه نتائج الاختبارات الوطنية المتعلقة بأداء الطلاب والطالبات في الصفين الرابع الابتدائي والثاني متوسط، لمادتي الرياضيات والعلوم، وما تبع ذلك من سلسلة التغريدات التي تم نشرها حول نتائج تلك الاختبارات، والتي طالبت أن لا تمر تلك النتائج مرور الكرام، وكانت الوزارة تقصد وزيرها السابق «العيسى» الذي أثار غضبها.

• وقالت إنها في هذا الصدد وبعيدا عن التنظير تؤكد أن النتائج التي أعلنتها هيئة تقويم التعليم والتدريب ليست بجديدة عليها، حيث تنبهت في وقت مبكر إلى ضعف نتائج المملكة في مشاركاتها في الاختبارات الدولية عام 2015، وعزت ذلك لعدم وجود منظومة إصلاحات تعليمية حقيقية خلال السنوات الثلاث الماضية، أو المحاسبة عليها، مشيرة بشكل واضح إلى فترة الوزير السابق «العيسى»، ويمكن أن يستنتج القارئ أن المسؤولية تشمل الوزير الحالي «حمد آل الشيخ» لأنه كان مسؤولا كبيرا في التعليم قبل 2015، وأكد رد الوزارة أنه كان من الطبيعي أن تظهر نتائج الاختبارات الوطنية خلال 2018 مكملة لما تم الإعلان عنه دوليا في 2015!

• كانت الوزارة تحاول التهرب من النتائج المتدنية، كما كان الوزير السابق «العيسى» يحاول التهرب منها، لكن المجتمع واع ومدرك أن النتائج يتحملها كل من تهرب منها، الوزير السابق كونه كان قائدها لثلاث سنوات ماضية، والوزير الحالي لكونه كان أحد قياديي الوزارة فترة من الزمن، والوزارة بأكملها كون أغلب مسؤوليها كانوا شركاء في العمل.

• برأيي الشخصي

لم تكن تغريدة الوزير السابق موفقة، لأنه كان صاحب السلطة والقرار وقائد العمل في الوزارة، وكذلك لم يكن بيان الوزارة موفقا، لأن مسؤوليها كانوا شركاء له في ذلك العمل في الميدان التعليمي، وكل النتائج المتدنية هم جزء ممن صنعها، وأعتقد أنه كان الأولى الاعتراف بتحمل المسؤولية أو الصمت كأضعف الإيمان!

• حين قرأت فقرة في بيان الوزارة يشير إلى أن «جميع هذه الأرقام والنتائج تتحمل مسؤوليتها المؤسسة التعليمية والقائمون عليها في وقت إجراء تلك الاختبارات»، سألت: هل حقا كل مسؤولي الوزارة من وكلاء ومديرين وقيادات في فترة «العيسى» قد غادروا معه؟ أم إنهم لا يزالون في مناصب قيادية في الوزارة، وبذلك يكونون هم ممن يتحملون المسؤولية مع الوزير السابق؟

• ضعف التعليم - الذي يقر به الجميع - هو نتاج متراكم لسنوات، يشترك فيه كل مسؤول قيادي في الوزارة، وكان الأجدر الاعتراف بذلك بدل تحول النتائج إلى «معركة تنظير» ضحاياها الطلاب والتعليم، فدون الاعتراف لن نستطيع أن نخطو خطوة واحدة في طريق الإصلاح.

• لا أعتقد أن أي خطط ستنجح في إصلاح التعليم إذا كان منطق الوزارة هكذا، فهي اليوم لا تختلف عن خطط الفترات السابقة التي كانت تُنظر كثيرا!

(بين قوسين)

• كل تجاوب مسؤولي وزارة التعليم على مر السنوات يثبت أن التنظير ليس إصلاحا، ولا يؤدي إلى طريقه، ويثبت أن التنظير لا يزال سيد الموقف في الوزارة.

fwz14@