طارق جابر

إيفالي والسجائر الالكترونية

الخميس - 24 أكتوبر 2019

Thu - 24 Oct 2019

حتى تاريخ 15 أكتوبر 2019 رصد مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) 1479 حالة إصابة في الرئة و33 حالة وفاة مرتبطة بتدخين السجائر الالكترونية. ولمن لا يعرف فإن مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها Centers for Disease Control and Prevention، هو المؤسسة الوطنية الأمريكية الرائدة في مجال الصحة العامة، وتعد هذه المؤسسة وكالة فيدرالية تابعة لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية وتخضع لإشراف وزارة الصحة الأمريكية.

أصبح الآن هناك حالة مرضية معروفة ومحددة وفي طور الانتشار اسمها إصابة الرئة المرتبطة بالسجائر الالكترونية E-cigarette or Vaping-associated Lung injury (EVALI) أو باختصار (إيفالي). المقلق أن 70% من المصابين متوسط أعمارهم 23 عاما فقط (أصغرهم 13 عاما) وأن 80% من كل الإصابات أعمارهم كانت أقل من 35 عاما.

اختلفت أنماط ظهور الأعراض بينهم، وكانت الأعراض التنفسية هي أول الأعراض عند 95% من المرضى، وشكا 77% منهم من اضطرابات في الجهاز الهضمي، وكانت الأعراض العامة كارتفاع الحرارة والإجهاد وغيرها ملاحظة عند 85% من المرضى، وفي بعض المرضى سبقت أعراض الجهاز الهضمي الأعراض التنفسية.

الظواهر السريرية الغالبة هي الخفقان وتسارع النفس وانخفاض نسبة الأكسجين في الدم، بالرغم من عدم وجود أي خلل في الفحص السريري للجهاز التنفسي.

نسبة كبيرة من المرضى أشارت إلى استخدام مركبات تحتوي على مادة (تي آتش سي) الموجودة في نبات القنب أو الحشيش المخدر المسموح به الآن في ولايات أمريكية، وهذا لا يلغي دور المنتجات المحتوية على النيكوتين فقط في حدوث هذا المرض.

أصدر المركز تقريره وتوصياته للعاملين في المجال الصحي بخصوص (إيفالي)، ومنها أن كل من لديهم أعراض تنفسية مصحوبة بأعراض في الجهاز الهضمي فإنهم بجب أن يسألوا عن أي تاريخ من التدخين الالكتروني، خاصة المحتوي على مادة THC، وفي حالة ذلك وبعد استبعاد جميع الاحتمالات الأخرى يجب اعتبار إيفالي جديا كتشخيص محتمل.

كما أشارت التوصيات إلى طرق التقييم والتشخيص اللازمة ابتداء من أشعة الصدر العادية مع احتمال الحاجة إلى عمل أشعة مقطعية للصدر في بعض الحالات، كما أن التشخيص أحيانا يتطلب عمل غسيل للقصبات الهوائية وإرسال السائل للتحليل أو حتى أخذ عينة من أنسجة الرئة للدراسة.

لا يوجد ضوابط محددة للعلاج، إذ تشير التوصيات إلى أن تنويم المرضى أو علاجهم في المنزل يختلف من حالة إلى حالة، وكذلك فإن استعمال المضادات الحيوية والأدوية المضادة للفيروسات أو الكورتيزون يرجع لتقدير الأطباء.

يجب أن نقتنع أن أجسامنا مهيأة للتعامل مع الهواء النقي والأكل الصحي والماء النظيف، وكل محاولات الخروج عن النص تنتهي عادة بمشكلة أو بأخرى، فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك وتوقف عن عمل التجارب على جسمك.

يؤكد التقرير أن:

  • السجائر الالكترونية ليست - كما يعتقد البعض - بديلا مأمونا ومقبولا لسجائر التبغ.

  • هناك حالة مرضية محددة وآخذة في الانتشار اسمها «إيفالي».

  • مرضى إيفالي بحاجة للمتابعة اللصيقة والمكثفة.

  • كل هذه الحالات يجب الإبلاغ عنها وإرسال عيناتها كاملة لفهم الظاهرة وعلاجها مستقبلا.

  • تشخيص إيفالي يتم باستبعاد كل الاحتمالات الأخرى.

  • مرضى الإيفالي يتحسنون عند الإقلاع عن السجائر الالكترونية.


drtjteam@