عبدالله محمد الشهراني

فاضل رولكس 2

الأربعاء - 16 أكتوبر 2019

Wed - 16 Oct 2019

«الحلقة الثانية من الرواية»، بدأ فاضل مشروعه الخاص باستئجار مكتب صغير وقام بتعيين موظفين وعمالة، وشراء بعض المعدات الضرورية. لكن ما كان يخشاه فاضل حدث بالفعل، إذ إن الفوز بمشروع خاص أو حكومي وأنت تمثل شركة جديدة، ليست لديها أية خبرة سابقة أمر في غاية الصعوبة، وإن لم يكن من المستحيلات! شهور مضت دون أن يتمكن فاضل من الفوز بأي مشروع حتى ضاقت عليه الأرض بما رحبت، مصاريف ورواتب تدفع على لا شيء.

لم ييأس فاضل وبدأ يفكر بشكل مختلف وأيقن أنه من الضروري أن يبدأ مشوار شركته في الظل، أي أن يعمل تحت ظل إحدى شركات المقاولات الكبيرة التي تتولى - عادة - مسؤولية تنفيذ المشروعات الكبيرة ثم تقوم لاحقا بإسناد ما يقارب 30% من أجزاء المشروع إلى شركات مقاولات متخصصة أو ما يسمى لدينا (بالباطن).

وهنا أيضا وجد نفسه أمام معضلة جديدة وهي كيف تقنع أو على الأقل تقابل أصحاب هذه الشركات الكبيرة؟ حاول فاضل مقابلة بعض من هذه الشخصيات بالطريقة التقليدية: طلب موعد، الجلوس عند السكرتير، إرسال إيميل.. إلخ، لكن بدون أدنى فائدة والوضع يزداد سوءا، ليس فقط من ناحية المبالغ التي تصرف دون جدوى، بل كان هنالك ما هو أسوأ.. نظرات الشفقة التي باتت تلاحقه في كل مكان، الموظفون والعمالة الذين يسألون كل يوم «هل هناك عمل أو مشروع قريب؟!».

السؤال يدل على تخوفهم من مستقبلهم في هذه الشركة، والأصدقاء والأقارب الذين أصبحوا يلحون عليه بخصوص إقفال الشركة والعودة إلى الوظيفة، أما الأكثر مرارة وألما فحدث عندما اكتشف فاضل أن زوجته وأبناءه يرفضون الخروج في عطلة نهاية الأسبوع بسبب رغبتهم في تخفيف المصروفات عن والدهم.

أثناء تلك المرحلة الصعبة والأيام التي تخلو من النوم ويكثر فيها التفكير، خطرت في باله فكرة جديدة خارج الصندوق تعتمد على الدهاء، وتمكنه من مقابلة أصحاب الشركات الكبيرة والمتنفذين في البلد. قرر فاضل أن يمارس رياضة القولف وأن يشترك في أرقى أنديته. قرر ذلك لأنه علم أن نادي القولف سيكون هو المكان الوحيد الذي يمكن أن يجتمع فيه علية القوم في بلده. درس مهم «لا تجعل الاستسلام خيارا مطروحا يمنعك من بلوغ حلمك، غيّر أسلوبك وطريقة تفكيرك».

بدأ فاضل في قراءة بعض الكتب والمواد التي تشرح ماهية اللعبة، ثم بدأ يتدرب على ممارستها حتى تمكن منها إلى حد ما. لكن كان هنالك حجر عثرة جديد يقف في طريق فاضل، قيمة مصروفات ضخمة يتوجب عليه دفعها حتى يتمكن من اللعب مع هذه الطبقة من المجتمع، لا بد أن تكون بمظهر يوحي بأنك تنتمي إلى هذه الطبقة، وهذا يستلزم دفع قيمة اشتراك باهظ الثمن للنادي الذي يتواجدون فيه، وشراء ملابس من شركة «بولو رالف لورين»، بالإضافة إلى معدات لعبة القولف من شركة «هونما». لم يكن فاضل يتصور أنه سيصل إلى مرحلة الاقتراض بسبب اشتراك النادي وقيمة مشتريات الملابس والمعدات، لكنه وجد نفسه مضطرا لذلك.

اشترك فاضل في النادي واشترى الملابس اللازمة والمعدات المطلوبة، وعندما هم بعمل المراجعة النهائية للمتطلبات اكتشف أنه نسي متطلبا ضروريا للمهمة.. ساعة رولكس.

فاضل رولكس 3.. الخميس القادم.

ALSHAHRANI_1400@