إردوغان وطهران .. الذهب مقابل النفط

تورط تركيا في خطط سرية لمساعدة طهران على التهرب من العقوبات الأمريكية اتهامات بنك هالك تزيد حدة التوتر بين واشنطن وأنقرة بالتواكب مع زيارة بينس لماذا تدخل الرئيس التركي بشكل شخصي لإطلاق سراح رضا زارب؟
تورط تركيا في خطط سرية لمساعدة طهران على التهرب من العقوبات الأمريكية اتهامات بنك هالك تزيد حدة التوتر بين واشنطن وأنقرة بالتواكب مع زيارة بينس لماذا تدخل الرئيس التركي بشكل شخصي لإطلاق سراح رضا زارب؟

الأربعاء - 16 أكتوبر 2019

Wed - 16 Oct 2019

قدم ممثلو الادعاء في الولايات المتحدة اتهامات جنائية ضد مصرف هالك الحكومي التركي، بسبب مشاركته في خطة بملايين الدولارات للتهرب من فرض عقوبات على إيران.

وبحسب بعض المواقع الإخبارية فإن لائحة الاتهام هي آخر التطورات في قضية جنائية استمرت لسنوات بدأت باعتقال رضا زارب، وهو تاجر ذهب تركي إيراني متهم بلعب دور رئيسي في مخطط التهرب من العقوبات، بعدما اعترف بجريمته عقب الحصول على شهادة نائب المدير العام للبنك، الذي كشف للمحكمة أن إيران تتهرب من العقوبات الأمريكية من خلال مخطط معقد يتضمن معاملات الذهب بمساعدة البنك والحكومة التركية.

زيارة بينس والاتهامات

تعرض أحد أكبر البنوك في تركيا إلى اتهامات بالاحتيال وغسيل الأموال من قبل المدعين العامين الأمريكيين، فيما يتعلق بخطة مخالفة للعقوبات بمليارات الدولارات، وذلك بحسب فاينانشال تايمز.

وفي خطوة من المحتمل أن تؤدي إلى تصاعد حدة التوترات المتصاعدة بين أنقرة وواشنطن عشية زيارة نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس لتركيا، قدم مدعون في نيويورك لائحة اتهام ضد بنك هالنك المتهم بانتهاك العقوبات الأمريكية على إيران.

وتمثل التهم الموجهة إلى المصرف المملوك للدولة تتويجا لتحقيق طويل الأمد في مخطط «الذهب مقابل النفط»، الذي تم تنفيذه بمساعدة عدة وزراء سابقين في حكومة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

تسهيل مشتريات زائفة

على الرغم من أنه من النادر أن تتدخل وزارة العدل الأمريكية في التحقيقات، فمن المرجح أن يتم النظر في توقيت الاتهامات بشك عميق بين القيادة التركية، حيث تتدخل واشنطن في الوقت الذي تسعى فيه إلى إلقاء اللوم على أنقرة بشأن توغلها العسكري في سوريا.

ويزعم ممثلو الادعاء أن عائدات بيع النفط والغاز الإيرانيين إلى تركيا قد تم إيداعها في بنك هالنك، وقد استخدمت بعد ذلك خطط مختلفة لخرق العقوبات لتوفير حوالي 20 مليار دولار من الأموال المتاحة للحكومة الإيرانية، بما في ذلك تسهيل مشتريات زائفة من الأغذية والأدوية من قبل العملاء الإيرانيين. ورفض متحدث باسم البنك التعليق بعد الكشف عن الأنباء أمس الأول.

20 مليار دولار

قال ممثلو الادعاء في نيويورك «شارك مسؤولون حكوميون رفيعو المستوى في إيران وتركيا في هذا المخطط وساهموا في حمايته»، حيث عمل لنقل نحو 20 مليار دولار (18.1 مليار يورو) من عائدات النفط الإيراني بصورة غير قانونية. ويزعم المدعون أن مسؤولي الحكومة التركية تلقوا ملايين الدولارات في شكل رشاوى في المقابل. وجاء في البيان «هذا واحد من أخطر انتهاكات عقوبات إيران التي شهدناها.»

من هو رضا زارب؟

  • تاجر ذهب تركي إيراني.

  • يبلغ من العمر 36 عاما.

  • يلعب دورا رئيسا في مخطط التهرب من العقوبات.

  • ألقي القبض عليه في مارس 2016 في مطار ميامي وهو في طريقه إلى ديزني لاند مع أسرته.

  • اتهم بأنه العقل المدبر للمخطط.

  • حاول إردوغان شخصيا تأمين إطلاق سراحه.




مقاضاة البنك التركي

جاء قرار مقاضاة البنك قبل ساعات فقط من وصول نائب الرئيس الأمريكي بينس إلى أنقرة مع وفد من كبار المسؤولين لمناقشة الهجوم العسكري المثير للجدل الذي قامت به تركيا ضد الميليشيات الكردية في شمال شرق سوريا.

وكان ترمب، الذي هدد بـ «طمس» الاقتصاد التركي في حالة توقف تشغيله، قد فرض عقوبات أمريكية على البلاد قبل يومين، وقوبلت هذه الإجراءات بالارتياح من قبل المستثمرين الأجانب الذين كانوا يخشون خطوات أشد قسوة، ويهدد نبأ مقاضاة بنك هالنك بإشعال التقلبات في الأسواق المالية التركية.

توترات متلاحقة

ويرجح أن يكون هذا المخطط حدث بين عامي 2012 و 2016، حيث قال ممثلو الادعاء إنه في الغالب يتعلق بإخفاء تحويلات الأموال كمبيعات ذهبية لحل العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على إيران.

وقال مسؤول بالسفارة التركية في واشنطن لوكالة رويترز للأنباء «تشكل لائحة الاتهام هذه خطوة إضافية لا تسهم بشكل إيجابي في الوضع الحالي للعلاقات الأمريكية التركية».

وتوترت العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة بشكل خاص في الأسابيع الأخيرة. وأعلنت الولايات المتحدة يوم الاثنين عن جولة من العقوبات ضد أنقرة بسبب مشاركتها في هجوم عسكري على شمال شرق سوريا ضد الميليشيات التي يقودها الأكراد، وهددت بعقوبات أشد إذا رفضت تركيا وقف العنف في شمال شرق سوريا، لكن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ظل متحديا، حيث رفض أي هدنة في المنطقة. وقال إردوغان للصحفيين أثناء عودته من رحلة إلى أذربيجان امس الأول «لن تعلن تركيا أبدا وقف إطلاق النار ولن تتفاوض مع الإرهابيين»، فيما توجه نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس أمس إلى أنقرة على أمل التفاوض على هدنة.

الأكثر قراءة