حسين باصي

الكهرباء المعلقة أم المدفونة؟

الاثنين - 14 أكتوبر 2019

Mon - 14 Oct 2019

رحلة الكهرباء من المولدات إلى منازلنا وأماكن عملنا تتضمن مراحل عدة. وبغض النظر عن المرحلة التي تمر بها الكهرباء، لا يمكننا الاستغناء عن عنصر رئيس وهو الكيابل أو الأسلاك. هنالك أبحاث وتجارب عدة عملية في نقل الكهرباء لا سلكيا منذ عهد نيكولا تيسلا، المهندس الكهربائي الذي شكل نظام التيار المتردد AC في العالم، ولكن لم نتمكن بعد من التخلص من الكيابل. عند زيارتي بعض المدن خارج السعودية وجدت أن شبكة التوزيع تعتمد على شبكة معلقة على أعمدة خشبية أو حديدية، بينما هذه الشبكة في السعودية - المدن الرئيسية - مدفونة تحت الأرض.

لماذا شبكة توزيع معلقة؟

هنالك مميزات عدة في الشبكة المعلقة لا نجدها في الشبكة المدفونة مثل:

1. أهم ميزة هي قلة التكلفة الإنشائية لهذه الشبكة. فكل ما تحتاجه هذه الشبكة أعمدة رخيصة الثمن تتحمل وزن الكيبل وقوة رياح معينة، ويجري تركيبها على الأرصفة وبجوار إشارات المرور بعض الأحيان.

2. عند انقطاع الكهرباء تكون عملية إيجاد الخلل أسرع بسبب أن كامل الكيبل مرئي للعين، ويمكن اكتشاف وإزالة سبب الخلل بسرعة.

3. طبيعة الكيابل المعلقة تختلف عن تلك المدفونة، مما يجعل سعتها الكهربائية بعض الأحيان أكبر.

لماذا شبكة توزيع مدفونة؟

بعد معرفة مميزات الشبكة المعلقة قد يجد البعض أنها أفضل خيار، لكن أقترح عليكم تأجيل الحكم لما بعد معرفة مميزات شبكة التوزيع المدفونة:

1. هذا النوع احتياجه للصيانة أقل من النوع الآخر، حيث إنه أقل عرضة للتغيرات المناخية وغيرها.

2. نسبة الأعطال الكهربائية في هذا النوع أقل. هنا نحتاج لوقفة سريعة، فرغم أن هذه الميزة منطقية بشكل عام إلا أنها ليست كذلك في قطاعات عدة في السعودية. حدث أن تم قطع كيبل مدفون بالخطأ عند عمل حفريات في الشوارع، يعود السبب في ذلك إما لعدم تحديث الخرائط الهندسية للمنطقة، أو عدم تزويد المقاولين بها عند الحاجة، أو عدم وضع علامات أعلى الاسفلت تشير إلى وجود كيبل مدفون في الأسفل.

أذكر عند عملي في إحدى الشركات في مشروع هندسي أشفقت على المقاول عند تنفيذه مشروعا وقد واجهته كيابل عديدة مدفونة لم تكن موجودة في الخرائط الهندسية، كلفته كثيرا من الأموال والوقت لإنهاء المشروع دون أن يقطع الكيابل الموجودة مسبقا أو أن يؤثر عليها أو أن يجعلها تؤثر في كيابله الجديدة.

3. يتميز هذا النوع بكونه آمنا لا يعرض حياة العامة للخطر، ويحمل أيضا طابعا جماليا بعيدا عن تشعبات الأسلاك العشوائية الغزيرة فوق الرؤوس.

عند ملاحظتنا للمميزات التي ذكرت نجد أن - في الغالب - أفضل خيار لشركة الكهرباء السعودية هو شبكة التوزيع المعلقة لرخص ثمنها، لكنها وبالتعاون مع البلديات وهيئة تنظيم الكهرباء لم تختر الأرخص، بل فضلت أن تراعي بناء بنية تحتية آمنة وبجودة عالية.

HUSSAINBASSI@