قلق عالمي من خطط إردوغان لاحتلال سوريا

الاثنين - 14 أكتوبر 2019

Mon - 14 Oct 2019

لماذا توغلت القوات التركية في الأراضي السورية العربية؟

هل هناك أسرار خفية لم يعلن عنها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وراء هذا الاجتياح غير القانوني؟

هل يعود الدواعش لتهديد استقرار العالم؟ وكيف تنظر الصحف العالمية لأطماع الرئيس التركي ومغامراته؟

أسئلة حاولنا أن نبحث لها عن إجابات في بعض التحليلات العالمية، بعد اندلاع «حرب العصابات» التي أطلقها إردوغان منذ أسبوع في شمال شرق سوريا، وبعد القمع المتواصل لحزب العمال الكردستاني، وتوسيع الحرب البرية في سوريا ضد حلفاء حزب العمال الكردستاني، وهو ما ينطوي على خطر اندلاع تمرد منفصل.

خطة مشبوهة

وضع إردوغان خطة مثيرة للجدل بقيمة 27 مليار دولار لبناء 10 مدن و140 قرية، كاملة التجهيزات من المساجد والمستشفيات والمدارس والمنازل، على امتداد 32 كلم من الأراضي على الجانب السوري من الحدود، ويشعر العالم بالقلق إزاء خطة إعادة توطين ملايين السوريين، ويخشى الجميع أن يكون ما يحدث في سوريا هو احتلال تركي وتوطين لا ينتهي مع الأيام.

وبحسب صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، طلب البيت الأبيض من القوات الأمريكية الانسحاب من سوريا، فيما تتوغل القوات التركية في شمال شرق سوريا، مما أثار قلقا في واشنطن وفي العواصم الأوروبية، مع مخاوف بشأن التأثير على الجهود المبذولة لهزيمة داعش، وحذرت المنظمات الإنسانية من الضرر المحتمل أن يلحق بالمدنيين في بلد يرزح اليوم تحت نيران حرب أهلية عقابية مستمرة منذ تسع سنوات، وخلفت بالفعل ما يقدر بنحو 500 ألف قتيل.

شمال شرق سوريا لماذا؟

إن الزاوية الممتدة على طول الشمال الشرقي السوري، والمحصورة بين تركيا من الشمال وصحارى العراق الغربية الخارجة عن السيطرة من الشرق كانت تحتضن داعش، قبل أن يندفع عبر الحدود العراقية في عام 2015.

وساعد النفط الذي باعته الجماعة الجهادية من حقول النفط الشرقية السورية في الأراضي التي تسيطر عليها في تأجيج حملتهم الدموية، وتعزيز سيطرتهم على المدن الكبرى، ومنطقة بحجم مساحة بريطانيا.

ولطالما حذر مسؤولون عسكريون من أن بعض مقاتلي داعش لم يسجنوا أو يقتلوا، وأن المنطقة لا تزال عرضة لزعزعة استقرارها مرة أخرى بسبب خلايا داعش النائمة.

العداء بين تركيا والأكراد

هناك جزء كبير من شمال شرق سوريا يمتد من نهر الفرات إلى الحدود العراقية، يخضع لسيطرة أفراد الأقلية الكردية، وهؤلاء يشار إليهم في الغالب باعتبارهم أكبر مجموعة عرقية عديمة الجنسية في العالم، ينتشرون في جميع أنحاء تركيا وسوريا والعراق وإيران، تعرضوا تاريخيا لموجات من الاضطهاد، لكن في سوريا، استغلت الجماعات الكردية اليسارية الحرب الأهلية لإقامة جيب يتمتع بالحكم الذاتي، يعرف باسم الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.

وتخضع المنطقة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وهي مجموعة تأسست عام 2015 من تحالف من المقاتلين الأكراد اليساريين، والقوات العربية المنتمية لوحدات أكثر اعتدالا من جماعات المعارضة المسلحة التي تقاتل نظام بشار الأسد، واختارت الولايات المتحدة القوات الكردية المحنكة قتاليا لتكون رأس الحربة في المعركة ضد داعش.

ومنذ البداية شعرت تركيا بالقلق من صعود قوات سوريا الديمقراطية والدعم الذي تتلقاه من الولايات المتحدة، ويتألف جزء كبير من القوة القتالية من أعضاء «وحدات حماية الشعب»، وتربط هذه الوحدات علاقات وثيقة مع «حزب العمال الكردستاني»، وهي جماعة شنت تمردا على الأراضي التركية منذ عام 1984 بذريعة تحقيق استقلال أكبر للأقلية الكردية في البلاد.

ولطالما نظرت الحكومة في تركيا إلى حزب العمال الكردستاني باعتباره تهديدا وجوديا للأمن القومي وسلامة أراضي البلاد، ونتيجة لذلك، عارضت أنقرة دائما وبشدة قرار الولايات المتحدة بتدريب وتسليح قوات سوريا الديمقراطية.

طرد السوريين من تركيا

تقول تركيا إنها تستضيف 3.6 ملايين شخص فروا من النزاع في سوريا المجاورة، ومع استمرار وجود السوريين، تزايد استياء الرأي العام التركي، واستجابة لذلك، شنت السلطات التركية حملة على المهاجرين غير الشرعيين في إسطنبول، ووعد إردوغان بإيجاد طرق لتمكين اللاجئين من العودة إلى ديارهم.

في الشهر الماضي، وضع إردوغان خطة مثيرة للجدل بقيمة 27 مليار دولار لبناء 10 مدن و140 قرية، كاملة التجهيزات من المساجد والمستشفيات والمدارس والمنازل، على امتداد 32 كلم من الأراضي على الجانب السوري من الحدود.

كيف برروا الاجتياح

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن هدفين وراء التوغل في شمال شرق سوريا:

  • الرغبة في إزاحة المتشددين الأكراد بعيدا عن الحدود التركية، ومنعهم من تشكيل ما يسميه إردوغان «ممرا للإرهاب» على الجناح الجنوبي من بلاده.

  • إنشاء «منطقة آمنة» للسماح للاجئين السوريين بالعودة إلى بلادهم.




قالوا عن الهجوم التركي

«هذه العملية المخطط لها تمثل انتهاكا واضحا للسيادة السورية، وتهدد وحدة الأراضي السورية، وتفتح الباب لمزيد من التدهور في الأوضاع الأمنية والإنسانية».

الأمين العام لجامعة الدول العربية - أحمد أبوالغيط

«سندمر اقتصاد تركيا ونمحوه تماما»

ترمب رئيس الولايات المتحدة الأمريكة

«نطالب تركيا بوقف عملياتها العسكرية في سوريا فورا، الاعتداء يعيق الجهود الدولية ضد داعش».

وزير الدولة للشؤون الخارجية - عادل الجبير

«وقف العدوان التركي على شمال سوريا».

بيان الجامعة العربية

قلق عالمي

يشعر العالم بالقلق من أن الهجوم التركي سيفتح الباب أمام عودة داعش؛ نظرا لتحذير قوات سوريا الديمقراطية من أنها ستحول مواردها البشرية بعيدا عن عمليات التطهير القائمة، إلى الجهود المبذولة لصد الهجوم التركي، كما أنهم يشعرون بالقلق أيضا بشأن مصير الآلاف من معتقلي داعش وعائلاتهم المحتجزين في السجون والمخيمات التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.

في الوقت ذاته، يشعر الدبلوماسيون بالقلق إزاء خطة تركيا لإعادة توطين ملايين السوريين، ويخشون أن يرقى ذلك إلى مستوى «الهندسة الديموجرافية» إذا تم تشجيع العرب على الاستقرار في قرى وبلدات ذات أغلبية كردية، وهم قلقون أيضا من أن بعض الناس قد يكرهون على العودة رغما عنهم.

في الوقت ذاته، تشعر الجماعات الإنسانية بالقلق من التأثير على المدنيين الذين يعيشون في المنطقة، التي قد تصبح قريبا ساحة قتال. وتقول المنظمات غير الحكومية إن هذه المنطقة موطن لنحو 760 ألف شخص.

النزاع الداخلي في تركيا

ذكرت الإندبندنت البريطانية أن حملة تركيا العسكرية أثارت أصواتا قوية متشككة، حيث وزع حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي في تركيا الذي يهيمن على كتلة كبيرة في البرلمان ومعظم المدن الكبرى في البلاد بيانا يشكك في سياسة إردوغان حيال سوريا، ويحث على اتباع نهج جديد.

وورد في البيان، الذي انتقد سياسة أنقرة المتمثلة في تسليح الجيش السوري الحر المتمرد، والتدخل بشكل متكرر داخل سوريا «لقد جعل الحزب الحاكم تركيا أحد الأطراف المسؤولة الرئيسية عن الحرب المدمرة في سوريا، من خلال السياسات الخاطئة المتبعة بإصرار منذ عام 2011، رغم كل التحذيرات منها».

وأضاف البيان «لقد دمر الحزب الحاكم مجاله الخاص للمناورة، وأرهق بقراراته وتقديراته الخاطئة، وهواجسه التي تغذيها سياساته المغامرة والطائفية، لقد اتخذت إدارات حزب العدالة والتنمية خياراتها لصالح الحرب بدلا من السلام، مما أدى إلى نزاعات طويلة الأمد واستمرار تأجيل السلام».

قمع المنتقدين

أشارت الإندبندنت إلى أن العملية أثارت العديد من الأصوات المعارضة، ودللت على ذلك بقول الصحفي التركي المنفي جان دوندار «الحرب هي محاولة من إردوغان لتقسيم جبهة المعارضة باستخدام علم القومية، فإذا سقطت المعارضة في هذا الفخ بقول إنها قضية وطنية، حيث ستبدو المعارضة متناقضة، وأنها تلقي البلاد في أزمة، لهذا السبب يجب أن نقول لا للحرب».

وينطوي انتقاد الحرب على مجازفة، حيث قد يواجه بالاعتقال والقمع، فقد اعتقلت السلطات التركية أكثر من 800 شخص كانوا ينتقدون تدخل العام الماضي في عفرين، وهي منطقة معزولة يسيطر عليها الأكراد في شمال غربي سوريا، بحسب الصحيفة.

  • أنباء عن إنشاء 10 مدن و140 قرية بامتداد 23 كلم داخل الأراضي السورية

  • الإندبندنت البريطانية: الحملة العسكرية تثير الشكوك حول نوايا تركيا

  • جان دوندار: الحرب محاولة من الرئيس التركي لتقسيم جبهة المعارضة

  • تبريرات الاجتياح غير مقبولة.. والاعتقال والقمع يلاحقان المنتقدين

الأكثر قراءة