عبدالله العولقي

أهلا بالعالم في السعودية

الأربعاء - 02 أكتوبر 2019

Wed - 02 Oct 2019

خطوة هي الأولى من نوعها في تاريخ السياحة السعودية عندما دشنت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني تطبيق الفيزا الالكترونية، فخلال الأشهر المقبلة ستستقبل مدن المملكة وقراها وأريافها سياحا متلهفين من أكثر من 49 دولة حول العالم لرؤية الطبيعة البكر والمناظر الخلابة والآثار السياحية، هذه الخطوة التاريخية تعبر عن استراتيجية وطنية تستهدف تحقيق نحو مائة مليون زيارة حتى عام 2030، وبهذه النقلة النوعية ستشهد المملكة تحولات فريدة في الاقتصاد الوطني عندما يتأسس سوق سياحي واعد يجذب ملايين السياح والزائرين إلى المملكة.

لا شك أن منطقتنا العربية كما يقول علماء التاريخ مهد الحضارة الإنسانية الأولى، وقد نالت الدول المحيطة بنا كمصر والعراق والشام واليمن نصيبها خلال القرن المنصرم من الاهتمام الدولي والسياحي بالمناطق الأثرية وتاريخها الممتد مع التاريخ الإنساني الطويل، ولأننا جزء استراتيجي وحيوي من هذه المنطقة الحيوية فلدينا أوفر الحظ والنصيب باعتبار المملكة العربية السعودية تمتلك رقعة جغرافية قارية غنية بالمخزون الأثري والتاريخي، وقد نشأت على أرضها حضارات قديمة لا تزال تجود بأسرارها وتاريخها العريق أمام الباحثين وعلماء الآثار.

وعند الحديث عن السياحة في المملكة، لا بد من القول إن الجغرافيا السعودية عموما غير مكتشفة لكثير من الأجانب والسياح، ففي السابق كنا نسمع كثيرا عن رغبات الأجانب في زيارة المعالم السعودية على امتداد خارطتها الفسيحة، واليوم وبعد القرار التاريخي أصبحت الأماني واقعا معاشا، ويتماشى باحترافية مدهشة مع برامج الرؤية الوطنية 2030.

الرائع في برامج السياحة

لدينا أنها متنوعة تشمل البر والبحر، والسهل والجبل، والهضاب والصحاري، وجميعها تتميز بخاصية الطبيعة البكر، وهذه ميزة فريدة لتضاريس المملكة في المنطقة، والتي إثرها ستشكل خاصية نوعية نتميز بها بين الدول السياحية، وكما قال الأستاذ أحمد الخطيب بأن لدينا في المملكة كنوزا حضارية وطبيعة ثرية، ونحن نتطلع إلى مشاركتها مع شعوب العالم من خلال فتح أبوابنا لاستقبال السياح من شتى أنحاء العالم.

أخيرا، لم تعد السياحة في المفهوم الاقتصادي مجرد أداة دعم إضافي لخزينة الدولة، بل أضحت لدى بعض البلدان المرتكز الاقتصادي الأول لها، ولنا في دبي ومصر والأردن خير برهان على ذلك، بمعنى أنها تحولت إلى مفهوم الصناعة المتكاملة التي تعتمد على مفاهيم الإبداع والابتكار والتنافسية، وهذا ما نشهده في البرامج السياحية التي أطلقتها الهيئة، إضافة إلى أن المجال السياحي بيئة خصبة لتوفير فرص العمل لكثير من الشباب السعودي المتعطش لخوض لهذه التجربة الجديدة على سوق العمل، فلا شك أن قرار التأشيرة الالكترونية يعد خطوة تاريخية عندما تفتح المملكة أبوابها للعالم لاستكشاف وتذوق جمال كرم الضيافة السعودية وعاداتها النابضة بالقيم العربية الأصيلة.

@albakry1814