أحمد الهلالي

رغمت أنوف الشانئين وخابوا!

الثلاثاء - 24 سبتمبر 2019

Tue - 24 Sep 2019

ذكرى اليوم الوطني 89 جاءت في ظرف استثنائي، لكنه لم يفت في عضد الشعب السعودي الحي وقيادته الحكيمة، فقد احتفى المواطنون والمقيمون بهذه المناسبة المجيدة، واحتفل معنا الأصدقاء ومحبو بلادنا من أنحاء العالم كافة، نعم ابتهجنا جميعا وابتهج أطفالنا، رغم أنف الحاسد والشانئ والبغيض.

إنها السعودية، بحقيقتها ومعناها، شعب يحتفل، وأجهزة تعمل في تخصصاتها، رجال الأمن ورجال الصحة ورجال القوات المسلحة يمارسون مهامهم الوطنية الجسيمة، وأرامكو تضخ الطاقة إلى العالم، ورجال الإعلام والفن والثقافة والأدب يصوغون رسالتنا باستمرار، ورجال السياسة يديرون الملفات السياسية ومن بينها إدانة العالم دولا ومنظمات للعدوان الإيراني الغادر.

نعم إننا في منطقة ساخنة موارة، يتوه المتأمل في أحداثها وقضاياها، ويقبل علينا العدو والصديق والمراوغ والمنافق والمتماهي، ولا تخفى على أحفاد أرباب الفراسة والفطنة قراءة كل ملمح وكل خطاب وكل حركة، وتظل الحكمة والرويّة مرشدا أمينا، فلسنا دولة مغامرات، بل دولة مؤسسات

جندت كل طاقاتها لبناء غد مشرق لنا ولأبنائنا، لا يعجلنا ردح شقي، ولا طنين متشف، ولا تستخفنا ظنون خائب، فخطانا ثابتة، وعزمنا وثاب، نعلم يقينا بكياسة الحكماء: متى يجب أن نتحدث، ومتى يجب أن نفعل.

النفط المتدفق من أرضنا، هو الدماء التي تجري في أوردة مصانع العالم، والضربة الغادرة لمصافي أرامكو يجب أن يدينها العالم أولا، وأن يقوم المجتمع الدولي بدوره الحقيقي في ردع الأنظمة المارقة المخنوقة اقتصاديا، الظانة أنها ستقوض اقتصاد العالم بفعلها الإرهابي الجبان، وهذا المطلب تحديدا هو ما بادر إليه المسؤولون السعوديون جميعا، لأننا نعلم قدرنا ومكانتنا العالمية، ونعرف جيدا أن دولتنا عضو في نظام عالمي شامل، يملك الأدوات اللازمة لاتخاذ قراراته وحماية الاقتصاد العالمي من أزمة تحاول إيران وأذنابها اصطناعها.

احتفلنا بيومنا الوطني المجيد، وسنحتفل بيوم الوطن التسعين العام المقبل بإذن الله، وسنعدد منجزاتنا في 2020، وسيعدد الأعداء خيباتهم، وستنقض عليهم شعوبهم تحاسبهم على كل وقت أضاعوه، وكل مال بددوه في محاولاتهم اليائسة الرامية إلى إعاقتنا عن بلوغ غاياتنا، وستحاسبهم على المعاناة التي عاشوها في مهاوي الردى والجوع والضيق والخوف.

احتفلنا بيومنا الوطني، وشاركتنا مؤسساتنا الدينية ومساجدنا، وسنحتفل دائما، فقد بلغ وعي مجتمعنا آفاقا تقصر عنها أحلام مفبركي الخطابات والمقاطع، المدندنين على حرمة الاحتفال إثارة لعواطف الأبرياء، فشعبنا النبيل بكل أطيافه يدرك أن ذكرى اليوم الوطني احتفائية خاصة، لا مقارنة بينها

وبين العيدين، فهما لمليار ومليون مسلم على وجه الكرة الأرضية، أما فرحتنا فلثلاثين مليون نسمة يتنفسون عشق جغرافيا المملكة العربية السعودية، ويهنئهم بها أحبتهم وأصدقاؤهم في العالم.

أهنئ خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، وأبطالنا الأشاوس رجال القوات المسلحة والأمن، وشعبنا الكريم بهذا العيد المجيد، سائلا الله أن يعيدها على وطننا الشامخ أعواما عديدة وأزمنة مديدة.

ahmad_ helali@