علي المطوع

الخليج وإيران على صفيح ساخط

الاثنين - 23 سبتمبر 2019

Mon - 23 Sep 2019

يبدو أن ترمب وأركان إدارته يشعرون بحنق عظيم تجاه إيران وسياساتها المباشرة مع الولايات المتحدة. ترمب في مأزق من عدم استجابتها لمطالبه التفاوضية حول برنامجيها النووي والصاروخي، هذا الصلف الإيراني مرده بالدرجة الأولى إلى التردد الأمريكي في التعاطي مع إيران عسكريا، خاصة بعد إسقاط الطائرة الأمريكية في الخليج قبل بضعة أسابيع.

من جانب آخر، العقوبات الأمريكية موجعة لطهران ومذلة، خاصة في الداخل الذي أصبح يتعاطى مع الحياة منذ بزوغ نجم الثورة على أنها شظف عيش وغلاء وحصار، في ظل حكومة ثيوقراطية متطرفة وبراغماتية في الوقت نفسه، في مشهد يجعل المراقب المعتدل يتساءل حيران عن كيفية تأطير السياسة الإيرانية وكيفية عنونتها!

الهجوم على معملي بقيق عمل عدائي إرهابي إيراني تجاه السعودية بصبغة طائفية، وتجاه العالم أجمع، خاصة في مجال الطاقة الحيوي.

إيران لا تريد أن تموت بالعقوبات المميتة، والحل من وجهة نظر ملاليها أن تحرك القضية باتجاه تصعيدي يجعل العالم يقر بها كقوة إقليمية مؤثرة في المنطقة، وهنا يجنح السياسي الإيراني إلى التهور كون النتيجة واحدة، وإن كانت في شقها العدواني الإرهابي الذي اتخذه، تجعله يدخل في حسابات لعل وعسى، وهي أكثر احتمالية لتغيير الوضع القائم والقاتم، على أمل تغيير قادم مفيد ومريح ومختلف.

أمريكا لا تستطيع التحرك باتجاه فعل يجعلها الأكثر كفاءة وهيبة في المنطقة والعالم، فالحروب بالوكالة أو الأصالة يبدو أن لا قبل لها بها، فذكريات العراق القريبة حاضرة وأفغانستان ما زالت تنزف وتستنزف المقدرات الأمريكية، لتظل العقوبات البديلة حلا ناجعا يضمن التأثير بمستوى صفري من الخسائر البشرية والمادية.

أما إيران فما زالت تمارس بلطجتها السياسية بالأصالة والوكالة، وهذا ما جعلها عرضة لجرأة أمريكية غير مسبوقة كون الأخيرة أعادت النظر في اتفاق سبق أن صادقت عليه مع شركائها الكبار، ثم جاءت العقوبات التي جعلت إيران تترنح وتستجدي الحلول من الشرق والغرب وتمارس عداء غير مسبوق لدول المنطقة، سيجعلها عرضة إلى سخط عالمي ومباركة لأي إجراء يجعلها في مرمى عقوبات أقسى وأعنف، ربما تزيلها كنظام مله الداخل وسئم منه الخارج المحيط.

السعودية اليوم تقرأ المشهد من زاوية منفرجة ومختلفة، تتيح لها مساحة رؤية واسعة تجعلها في مأمن من أي إجراء متسرع ينعكس سلبا على الداخل والمنطقة والعالم، كونها المكان الأغنى بالنفط عصب الحياة الاقتصادية للدنيا، وما لم تقم به أمريكا والدول العظمى لن يسع السعودية ودول المنطقة والعالم القيام به في ظل التناقضات الأمريكية، خاصة في الإدارة الحالية التي تعيش حالات من التردد تجعلها مثار شك وريبة من الحلفاء والأصدقاء قبل الأعداء.