عبدالعزيز الساحلي

تاريخ الماضي والحاضر في 89 عاما

السبت - 21 سبتمبر 2019

Sat - 21 Sep 2019

لا يغيب الوطن عن الإنسان الذي ولد ونشأ وترعرع وتشبعت خلاياه الجسدية بإكسير الوطن، ومع كل ذرة في جسده ولحظة يعيشها في الحياة يعيش في قلبه ووجدانه حب الوطن، ولا سيما عندما يكون الوطن مهبط الوحي ومهوى الأفئدة، لا شك أن المشاعر لا يمكن وصفها أو تجسيدها على صفحات الورق.

عندما نعود إلى التاريخ الذي يسجل بدوره أخبار وأحداث الماضي من الأيام ليتداولها الناس فحسب، بينما تاريخ بلادنا شاهد على النهضة والبناء، فهو تاريخ أفعال وعمل، وليس مجرد أخبار وأيام مضت.

نرى اليوم حجم التقدم والازدهار الكبير الذي تعيشه بلادنا، ونحتفل باليوم الوطني الـ 89، ولا يملك الإنسان إلا أن يشعر بالعز والمجد والعظمة والفخر والاعتزاز أيضا، وهو يقف شاخصا وشاهدا على شواهد النهضة سائلا المولى عز وجل أن يديم هذه النعم على بلادنا في ظل قيادتنا الحكيمة.

تسعة عقود من عمر الزمن انقضت منذ أن بدأت رحلة التوحيد على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - وقيام هذا الكيان العظيم على أيادي وسواعد الرجال من أبناء الوطن المخلصين، ومسيرة التنمية لم تنقطع أو تغب لحظة مع كل المتغيرات، بل هي في تسارع مستمر لتنقش على صفحات التاريخ ماضيا عريقا وحاضرا مزدهرا يراقب مستقبلا مشرقا.

تعيش الأمم قرونا طويلة لتتقدم وتزدهر إلا أن بلادنا تجاوزت الزمن والوقت في منطقة صعبة المناخ والتضاريس والظروف، وكان الإنسان في هذه البقعة الجغرافية من العالم على موعد مع تطويع هذه الحياة الصعبة لصالحه وأن يبني صروحا للمجد والعلياء.

قفزت المملكة العربية السعودية طوال تسعة عقود ماضية قفزات نوعية شكلت تغيرا كبيرا في حياة الإنسان، وأصبحت المدارس والمستشفيات والجامعات والمدن الاقتصادية والسياحية والبنية التحتية والحياة الهادئة الجميلة مضرب مثل بين دول الجوار التي سبقتنا بمئات السنين.

في اليوم الوطني الـ 89 نستلهم التاريخ ليدفعنا إلى مستقبل مشرق، يبني ويؤسس حياة العز والنماء للمواطن والوطن. عاشت بلادنا وقيادتنا عزيزة أبية وعصية على كل طامع.