أحمد صالح حلبي

خدمات الحجيج في اليوم الوطني

الخميس - 19 سبتمبر 2019

Thu - 19 Sep 2019

كلما مضى عام توقفنا أمام أيامه متذكرين ما حملته من أحداث ومواقف، البعض منها مفرح، والبعض الآخر محزن، وبين الاثنين نستذكر العبر والدروس، وفي اليوم الوطني الـ89 نقف متذكرين بطولات قادها الملك المؤسس عبدالعزيز رحمه الله، لبسط الأمن والأمان على ربوع الجزيرة العربية، وبناء دولة على أسس قوية تحفظ للإنسان قيمته وتصون أهله وماله، وتسعى لخدمة من لبنى نداء الحق تبارك وتعالى حاجا كان أو معتمرا أو زائرا لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

واليوم الوطني لا يمثل احتفالا، لكنه يوجه رسائل تذكير لأجيالنا الحالية تحمل قصص معاناة من سبقونا من آباء وأجداد، الذين قاوموا ضيق العيش بالصبر والعمل الجاد، وعلينا أن ننقل لأبنائنا ما دونه المؤرخون وسجله الرحالة من أحداث ومواقف عاشها سكان الجزيرة العربية ومن قصدها من حجاج وزوار، يوم كانت رحلة الحج غير آمنة.

وأن نوضح لهم ما سجل من أعمال بعد استتباب الأمن وتوفير الأمان، وإصرار الملك عبدالعزيز على أن يوفر لكل من قصد البيت الحرام حاجا أو معتمرا، أو توجه صوب المسجد النبوي زائرا؛ كل الخدمات لينعم بأداء نسكه بيسر وسهولة، فكانت أولى الخطوات العمل على توفير مياه الشرب النقية، فحفرت العديد من الآبار بطرق الحجاج، ووضعت عليها المصابيح لتضيء ليلا، وتكون علامات يهتدي بها الحجاج لمواقع الآبار، كما تم تعيين عامل على كل بئر يتولى سقاية من يرد على البئر دون مقابل، كما حفرت العديد من الآبار الارتوازية بالمشاعر المقدسة، وجرى إنشاء إدارة خاصة تعنى بالمياه وتعمل على توفيرها أطلق عليها إدارة عين زبيدة، والتي تولت الإشراف الكامل على عين زبيدة والآبار الخاصة بها، وعملت على تنظيفها وترميمها.

وصدور نظام إدارة الحج عام 1345 هـ ليكون أول نظام يحدد مهام وواجبات المطوفين والزمازمة والمخرجين والمقومين ووكلاء المطوفين بجدة ونقباء جدة ووكلاء المدينة المنورة، إضافة إلى تحديد وظائف إدارة الصحة العامة وواجبات الحجاج.

وإنشاء المديرية العامة للحج عام 1345 هــ، واعتماد ميزانية خاصة لها بلغت آنذاك 387570 ريالا، وقامت بإنشاء مخيمات لاستراحة الحجاج في المدينة المنورة.

واهتم الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ بالطوافة وخدمات المطوفين، وأكد هذا في المرسوم الملكي الصادر عام 1343 هـ المنشور بجريدة أم القرى بعددها الصادر يوم الجمعة 15 جمادى الأولى 1343 هـ تحت عنوان «هذا بلاغ»، إذ نصت المادة الرابعة منه على ما يلي «كل من كان من العلماء في هذه الديار أو موظفي الحرم الشريف أو المطوفين ذو راتب معين فهو له على ما كان عليه من قبل إن لم نزده فلا ننقصه شيئا، إلا رجلا أقام الناس عليه الحجة أنه لا يصلح لما هو قائم عليه، فذلك ممنوع مما كان له من قبل، وكذلك كل من كان له حق ثابت سابق في بيت مال المسلمين أعطيناه منه، ولم ننقصه منه شيئا».

وكان الملك عبدالعزيز يرى أن ما يقدمه لضيوف الرحمن واجب يفخر ويعتز به، ولا يبحث عن ثناء عليه، وهو ما سار عليه أبناؤه الملوك من بعده: سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، وعبدالله رحمهم الله، ويسير عليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله، فاللهم أدم علينا نعمك.

[email protected]