محمد حطحوط

أمير النفط..هل تعرف ما فعل لأجلك؟

السبت - 14 سبتمبر 2019

Sat - 14 Sep 2019

عام 2010 مليء بالإثارة بكل ما تحمله الكلمة من معنى لشركة يابانية وجدت نفسها أمام أخطاء تصنيعية، إذ علق مدوس البنزين، مما سبب كوارث بشرية وحوادث حول العالم. استدعى الكونجرس وقتها رئيس مجلس إدارة هذه الشركة اليابانية، في تحقيق رسمي بث أمام شاشات التلفزة، لأن الرجل رفض الحضور في البداية، ثم هدده الكونجرس بشطب الشركة كليا من السوق الأمريكي، وهو سيناريو سيكبد الشركة مليارات، لأنه السوق الأضخم لها عالميا، واضطر للتواجد في واشنطن بعد ساعات من التهديد الأمريكي.

قصة طويلة مليئة بالمواجع كان ختامها إلزام الشركة اليابانية بدفع تعويضات للمواطنين الأمريكيين تجاوزت العشرة مليارات، وهو رقم فلكي!

بعد المشهد الأمريكي تتابعت الدول، أوروبا والصين وغيرها في تغريم الشركة اليابانية وتعويض مواطنيها، وكنت وقتها مقيما في أمريكا وأراقب المشهد عن كثب. السعودية كانت الاستثناء الوحيد من هذه التعويضات، إذ استضاف الزميل علي العلياني وقتها في برنامجه (ياهلا) المتحدث الرسمي لوكيل الشركة اليابانية، وقال بالفم المليان: جميع سياراتنا لا مشكلة فيها ولا يوجد فيها أي خلل! الكارثة ليست هنا.. الكارثة أن الموقع الرسمي لشركة السيارات اليابانية يقر بالمشكلة والخلل ويطلب إرجاعها للوكيل المحلي!

عندها ثار الحماس الوطني في كشف الحقيقة للمواطن السعودي، وكتب محدثكم مقالا بعنوان (ناسا الأمريكية تحل لغز جيب حفر الباطن)، وهي قصة مواطن سعودي سيارته فيها عطل، والوكيل المحلي ينفي الخلل، بينما المصنع يقر بذات الخلل! كُتب المقال، وهنا حدثت المفاجأة، عندما رفضت الصحف المحلية نشره، واحدة تلو أخرى، وهي أول مرة أصطدم فيها بلوبي السيارات المخيف بالسعودية! واستمرت المحاولات للنشر، ولكن كلها تنتهي لذات الجدار: لا! همس في أذني وقتها نائب رئيس تحرير صحيفة شهيرة: (لا تتعب نفسك.. لن ينشره لك أحد!) وقد صدق الرجل لم ينشره أحد، حتى تطوعت صحيفة الكترونية ونشرته، وحقق نسبة مشاهدات عالية، مع العلم أنه اختفى من موقعها بعد فترة!

عدت للوطن بعد رحلة سنوات، وكانت المفاجأة أن هناك مركزا ناشئا صغيرا اسمه (المركز السعودي لكفاءة الطاقة) استطاع كسر هذا اللوبي المخيف - لاحظ أننا لم نستطع حتى ذكر اسم الشركة - وإرغامه على وضع ملصقات على جميع السيارات السعودية تكشف كفاءة السيارة! وصدم الشارع مرة أخرى من أن هناك سيارات يابانية كنا نظن أن استهلاكها للبنزين قليل، ولكن الأبحاث بينت العكس تماما، ولكن اللغز ما زال يلاحقني، من يقف خلف هذا المركز؟ وكيف استطاع خوض هذه الحرب الشرسة؟ وبعد استقصاء وبحث صحفي، تأكدت الظنون أنها كانت بالفعل حربا مرهقة خاضتها (كفاءة) لإرغام كل الشركات على وضع ملصقاتها، وعلمت أن خلف كل هذا رجل لا يحب الإعلام، اسمه عبدالعزيز بن سلمان، يعمل في الخفاء، ويحترق لأجلي وأجلك.

الأمير الأنيق عبدالعزيز هو وزير الطاقة والنائب السابق لوزير البترول والثروة المعدنية. من القلب ولرجل لم ألتق به، ولا تربطني به أي علاقة: جزاك الله خيرا، ومن قالها فقد بالغ في الثناء كما قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.

mhathut@