عاصم الطخيس

نظرة أولية لفيلم (GeminiMan ) وخطر جديد يهدد البشرية

الجمعة - 13 سبتمبر 2019

Fri - 13 Sep 2019

فيلم (Gemini Man) من سيناريو ديفيد بينيوف (David Benioff) وبيلي راي (Billy Ray)، وإخراج المخضرم آنج لي (Ang Lee)، ومن إنتاج الأسطورة جيري بروكهايمر (Jerry Bruckheimer)، وبطولة ويل سميث (Will Smith)، وماري وينستد (Mary Winstead) وكلايف أوين (Clive Own). الفيلم من نوع الحركة، والخيال العلمي والدرامي. يحكي قصة قاتل مأجور محترف يواجه نسخة مستنسخة من نفسه، شابة قادمة لقتله. وسيكون إطلاق الفيلم في 11 أكتوبر 2019.

قد تبدو فكرة الفيلم مستخدمة سابقا، لكن ما سيعرضه الفيلم شيء مخالف لتوقعاتك، لقد استخدم منتجو الفيلم تقنية تستخدم للمرة الأولى في العالم، خاصة في صناعة الأفلام، وذلك بالرجوع إلى أرشيف الصور والفيديو الخاص بويل سميث أيام شبابه عندما كان في العشرينات من العمر، وبعد ذلك توضع كاميرتان صغيرتان متصلتان بخوذة يرتديها ويل عند تصوير المشهد. لم ننته بعد، إذ توضع نقاط سوداء بشكل مدروس على وجه ويل، وهذه النقاط ستكون مسؤولة ومرتبطة بنقل جميع تعابير وجه ويل إلى برنامج حاسوبي متطور يحوله من سن الـ50 سنة إلى الـ23 سنة.

إنها تقنية غير تقليدية ولم يُستخدم ما يسمى (CGI) لعملية تصغير سن ويل كما هو معمول به في معظم الأفلام، ولكن التغيير هنا يكون مباشرا أثناء التصوير، وهذا يوفر كثيرا من الوقت والجهد في مرحلة ما بعد الإنتاج.

كثيرا ما أقول «من يريد معرفة ورؤية مستقبل البشرية والعالم، عليه مشاهدة الأفلام، فهي حقيقية ولو بعد حين»، وأعتقد أن هذا هو الوقت المناسب لقولها فيما يتعلق بالفيلم، فرسالة وفحوى الفيلم لا تتحدث عن عنصر الخيال العلمي ولا الحركة والقتال، بل رسالة إنسانية مهددة بالانقراض عندما تنعدم الأخلاق والأمانة عند من يعمل في مجال التعديل الجيني والوراثي من علماء وأطباء.

الفيلم يتحدث عن قاتل مأجور تستخدمه الحكومة الأمريكية لقتل من يخالفها من رؤساء وسياسيين في مختلف أنحاء العالم، لكن هذا القاتل المأجور ينبت له شعور بتأنيب الضمير ويقرر التقاعد، لكن الحكومة الأمريكية لا تترك أي حبال سائبة فتقرر اغتياله لكنها تفشل، وبعد أخذ جرعة من دمه تستنسخه، لكن هذه النسخة لا تتمتع بأخلاق أو إنسانية أو ضمير، بل آلة فقط، إذ يبدو أن مسألة الاختيار المتاحة للبشر قد تم سلبها من خلال هذا التعديل الجيني والوراثي، لم ينته الأمر عند هذا الحد، بل أصبحت النسخة الجديدة الشابة أفضل وأسرع في القتال والتفكير، والتي قد تتفوق على النسخة الأصلية.

البعض قد يشاهد الفيلم دون تفكير، لكن ما إن يقرأ ما بين السطور سيلاحظ أن هذا ليس أمرا جديدا أو مستحيلا، بل قد حدث ذلك مع استنساخ النعجة دولي عام 1998، والتي أحدثت ثورة علمية وأخلاقية في الوقت نفسه.

يتم الاستنساخ من خلية واحدة فقط، والآن خلال الفيلم من بضع نقاط من الدم، علميا الدم يحمل تركيبتنا البشرية DNA بشكل تفصيلي، قد يعود هذا الحدث بعد الانتفاضات التي حدثت أثناء غزو الولايات المتحدة الأمريكية للعراق وأفغانستان عام 2003، ومطالبة أهالي الجنود بإرجاع أبنائهم وبناتهم من الحرب، ولا يخفى تأثير ذلك على الرأي العام الأمريكي والجنود.

منذ تلك الحادثة والحكومة الأمريكية تعمل على دراسات تسمى (Super Soldier)، وهي تتمركز حول التعديل الجيني وخلق جنود أقوياء، وأذكياء، بمواصفات جسمية وشكلية معينة، مع عدم إتاحة الخيار لهم، ولا ننسى أنهم من دون أب أو أم، أعتقد أن الفيلم يرمز لهذا العمل السري بشكل أكثر درامية، وهذا ما سنشاهده عند إطلاق الفيلم.

أخيرا، أداء ويل سميث في هذا الفيلم يستحق أن يحوز جائزة الأوسكار، فهو يمثل الشخصيتين وكلاهما متلاطم المشاعر، والأفكار وتعقيدات الحياة.

AsimAltokhais@