عاصم الطخيس

عودة الثنائي الشهير (Stan & Ollie) لكوميديا القرن العشرين

الجمعة - 06 سبتمبر 2019

Fri - 06 Sep 2019

تتحفنا السينما العالمية بين فينة وأخرى بإنتاج فيلم سينمائي يستحق التقدير والاحترام، ففيلم (Stan & Ollie 2018) سيرة ذاتية، كوميدي-درامي من إخراج جون إس بيرد (Jon S. Baird)، ومن سيناريو جف بوب (Jeff Pope)، ومن بطولة ستيف كوجان (Steve Coogan) في دور «ستان» (Stan)، وجون رايلي (John C. Reilly) في دور «أولي» (Ollie).

الفيلم يحكي القصة الشخصية والخفية لأشهر وأعظم ثنائي كوميدي في القرن العشرين بعد أن افترقا عن بعضهما البعض 16 عاما بعد خلاف حول المبدأ والالتزام، لكنهما يعودان من جديد للعمل معا عام 1952 بالرغم من مواجهتهما لمستقبل مبهم بعد أن انتهى عصرهما الذهبي

في هوليوود. عودتهما لن تكون سهلة، فعامل السن له تأثير كبير على كليهما، فهما في بداية عقدهما السادس ولديهما مشاكل صحية عديدة.

تأخذهما رحلة السفر لبريطانيا لبدء جولتهما المسرحية وتقديم موادهما المضحكة، وغنائهما ورقصتهما الشهيرة.

الفيلم لا يركز على كيفية قيامهما بالتمثيل أو كيف يكتبان أفكارهما والسيناريو، لكنه يركز على ما يحصل خلف الكواليس، ففي تلك الفترة الزمنية لعام 1937 كانت الاستوديوهات في هوليوود تعمل على احتكار الممثلين من خلال عقد عمل لمدة معينة من السنوات، وهذا ما كان يجادل فيه «ستان» مع المنتج، حيث إن «ستان» قد انتهى عقده مع شركة الإنتاج إلا أن «أولي» لم يزل عقده سائرا لسنة قادمة، وهو بعكس ما كان يريده «ستان»، فقد كان «أولي» جبانا في طلب علاوة أو إجبار الاستوديو للقيام بعمل فيلم روائي لهما.

ينطلق «ستان» وهو يحمل نص سيناريو لفيلم روائي طويل لشركة إنتاج ضخمة لإنتاجه وتتم الموافقة، لكن المعضلة والقشة التي قصمت ظهر البعير هي أن شركة الإنتاج تريد توقيع «أولي» كذلك ومع الأسف لم يأت «أولي» للاجتماع وألغيت الصفقة مع بداية قصة فراق طويلة.

الفيلم حقيقة يبدأ منذ وصولهما إلى بريطانيا، حيث يجتمعان مع منتج صغير يريد كسب المال من وراء شهرتهما المتبقية في قلوب المعجبين، فيحجز لهما مسارح عدة صغيرة على نطاق رحلتهما التي تمتد 46 يوما للقيام بمسرحيتهما الفكاهية. العلاقة التي تربط «ستان» و»أولي» ليست كالسابق، بل أصبحا غريبين، وعلى الرغم من معرفة كل منهما دوره في المسرحية بشكل احترافي، إلا أن علاقتهما الشخصية تحتاج إلى علاج نفسي عاجل لإكمال المسيرة.

يركز الفيلم على ثلاث رسائل مهمة:

-01 الصداقة الحقيقية:

وهو ما نلاحظه مع مرور الوقت كيف للثنائي أن يقرآ بعضهما البعض من دون تعبير، وكذلك اعتناء كل منهما بالآخر، وكيف أن أحدهما يكمل جملة الآخر فكاهيا.

-02 الاحترافية في العمل:

على الرغم من غدر «أولي» بـ «ستان»، والعمل مع ممثل آخر يأخذ دور «ستان» وهو ما كان سببا في انقطاعهما، إلا أن «ستان» عندما أتته الفرصة للعمل مع ممثل آخر يقوم بدور «أولي» لم يفعلها، بل ذهب للاطمئنان على صحة صديقه الذي أصيب وقتها بنوبة قلبية.

-03 الصبر:

خلال رحلتهما في بريطانيا يكون الحضور الأولي لمسرحياتهما قليلا جدا، لكنهما يصبران على صحتهما المتدهورة لإتمام الرحلة والانتقال من مكان إلى آخر ضمن جدول أعمال زمني مزدحم، وكذلك صبرهما على بعضهم البعض.

الجميل في الفيلم أنه يركز على دراسة متعمقة لشخصية الثنائي، ويحتوي على كمية من المشاعر التي تجبرك على البكاء عندما ترى أداء الممثلين الرائعين وقدرتهما على تجسيد ذلك بكل ذرة مشاعر لديهما. الرحلة هي رحلة النفس واكتشاف الخبايا وإخراج المضمون الكامن داخلهما من مشاعر مكبوتة تجاه بعضهما البعض.

AsimAltokhais@