فوزية العتيبي

طفلي التوحدي.. أفراح مضاعفة

الاحد - 01 سبتمبر 2019

Sun - 01 Sep 2019

أيام معدودة وتكمل يا صديقي عشر سنوات من عمرك، كان قدومك لحياتي بهجة عظيمة، لم أدرك وقتها تميّزك وأنك لن تكون طفلا عاديا أبدا، أغمض عيني وأفتحهما وقد غادر حضني لحضن الحياة وصراعاتها.

فجأة انصرفت عيناك الجميلتان عن النظر لوجهي وتوقفت تمتماتك غير المفهومة عن الشدو. حزنت وقد أكون بكيت لكنني لم أيأس وبعد رحلة محاولات لمدة ثلاثة أعوام عدت تتواصل بعينيك مع عيني ومع قلبي قبلهما ولله الحمد.

أرى أمهات كثيرات حولي تغمرهن السعادة حين يبدأ أطفالهن بالكلام بعمر الثانية أو الاستقلال في استخدام الحمام أو استخدام الملعقة في تناول الطعام أو دخول المدرسة بعمر السادسة. لكني أجزم أنها ليست أكبر مما غمرتني به من السعادة حينما نطقت كلماتك الأولى بعمر السادسة وتعلمت القراءة والكتابة بعمر الثامنة واستقللت ببعض شؤونك بعمر التاسعة ولا زلنا نجاهد لإتقان استخدام الملعقة والسكين وسننجح.

شكرا لك يا صغيري أن منحتني كل هذه السعادة بعد كل انتظار ومحاولة لكي أرى كل يوم أي طفل وفي كل مكان كمعجزة جميلة منحها الله الحياة بيننا لتحيي الأمل والإصرار والامتنان في قلوبنا.

اليوم سأتمنى عنك أمنية لعامك الجديد. اللهم امنح طفلي التعليم الذي يجاري تميزه وألا يشعر بالضجر في فصله أبدا. اللهم أجعله فخورا بصداقتي كما أنا فخورة، واثقا في قوته كما أثق، سعيدا دائما باختلافه كسعادتي المضاعفة بعد كل انتظار ومحاولة ونجاح.