فواز عزيز

خالد الفيصل.. المدرسة

الاثنين - 19 أغسطس 2019

Mon - 19 Aug 2019

• نجح موسم الحج لعام 1440هـ، كما هي العادة، لكنه ليس كالمواسم الماضية التي نجحت أيضا، بل يتفوق عليها بالتطور الهائل الذي تصنعه السعودية كل عام في سبيل خدمة حجاج بيت الله الحرام.

نشهد كل عام تطورا مبهرا في خدمة الحج والحجاج من هذا البلد العظيم الذي يفتخر ملوكه وحكامه بلقب «خادم الحرمين الشريفين».

• جهود كبيرة تقدمها الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، ورئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل، وكل فرد من أفراد الوطن الذين يعملون في خدمة الحجاج ويقارب عددهم 350 ألف إنسان، إضافة إلى 35 ألف متطوع، وهي جهود تفخر بها السعودية ويفخر بها كل سعودي، ولا زالت السعودية تطمح لمزيد من التطور في خدمة الحج.

• أحد أيقونات نجاح موسم الحج في الأعوام الأخيرة المتتالية، هو الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، الذي نراه كل عام لابسا الإحرام حاجا ومسؤولا، يمارس العبادة ويقف بنفسه بين كل العاملين في الحج ليعمل ويوجه ويسأل ويجيب ويشكر ويثني ويفخر بكل مع يعمل معه، ويقف بين الحجاج ليلمس ما يقدم لهم من خدمات، وبعد نهاية كل موسم يرسم مع فريقه خطط التطوير القادم.

• وكما قال الكاتب «فهيد العديم» في مقالته هنا في «مكة» بعنوان «خالد الفيصل.. الاستثناء»: الكتابة عن خالد الفيصل تجعلك بالفعل تكتب عن «مجموعة إنسان»، فأنت تكتب عن الأمير ذي الكاريزما الفيصلية التي لا تخفى على أحد، وفي الوقت نفسه تكتب عن الإداري الحازم الذي يستطيع أن يجعل من الميدان مكتبا، كما يجعل من مكتبه ميدانا.

• الكل يعرف الكثير عن الأمير خالد الفيصل، فهو لا يحتاج أن تسرد سيرته لأنها بادية للجميع، لكني هنا أكتب «شيئا» من أشياء كثيرة عن «خالد الفيصل».

• الأمير خالد الفيصل يؤمن كثيرا بالمسؤولية إلى أقصى حدودها؛ لذلك لا يكون حضوره أو عمله عاديا، خالد الفيصل لا يؤمن بتحقيق النجاح فقط، بل غايته دائما التميز والإتقان في كل عمل يقع تحت مسؤوليته.

• خالد الفيصل

عنوان الرقي والاحترام في التعامل، والحصافة، والبلاغة في الحديث، والحنكة والدقة في الإدارة. يبهرك عمله، وتأسرك كلماته، هو السطر الأول في «الأدب» حديثا وتعاملا. هو مدرسة في كل حضور له هناك «درس عظيم» لا يقدمه كدرس أو نصيحة بلسانه، بل يقدمه كقدوة بأفعاله.

• خالد الفيصل حتى لو بلغ الثمانين من عمره إلا أنه أفضل قدوة للشباب، يعمل بصفهم ويمدح من ينجز وينسب كل عمل لأهله، ويفخر كثيرا بنجاحات فريقه، في المؤتمر الصحفي لختام موسم الحج شكر كل العاملين في خدمة الحجاج، وفي لقاء تلفزيوني امتدح عمل نائبه الأمير الشاب بدر بن سلطان الذي يثبت كل يوم أنه مسؤول وقيادي ناجح.

• طموحات خالد الفيصل لا تحدها حدود، ففي ختام موسم الحج لهذا العام أعلن عن مشروع لتحويل مكة المكرمة إلى مدينة ذكية، وقال «سنبدأ في إنشاء أول أنموذج لتطوير منى، ويشمل المساكن والمخيمات، وسيكون الأنموذج جاهزا في العام القادم، لطرحه تحت التجربة، لنرى فعاليته، وإذا كان يحتاج إلى إضافة أو حذف منه أو تغييره بالكامل، لكننا بدأنا التطوير، وهناك إصرار من الدولة برئاسة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده على أن تكون مدينة مكة المكرمة مدينة ذكية، والمشاعر المقدسة أماكن ذكية، وسيتم ذلك خلال الأعوام القادمة».

• في مؤتمراته الصحفية بالحج يحمل أوراقه وأرقامه وهم خدمة دينه ووطنه، ويجيب عن كل الأسئلة بدقة وفصاحة، وكل كلمة يقولها لها معان كثيرة، وكل كلمة يقولها تصبح «مانشيتات صحفية» لأهميتها.

(بين قوسين)

• الكلام عن «خالد الفيصل» يطول رغم أنه سيد البلاغة والاختصار، لأن أفعاله وأعماله المشرفة كثيرة، وكل إطالة فيها ليست إلا اختصارا لأفعاله.