العريفي دلال

هل تهرم الروح يا خالد؟

الاحد - 18 أغسطس 2019

Sun - 18 Aug 2019

انتهى موسم الحج، بتوفيق الله وفضله، مسجلا نجاحات تتلوها نجاحات، ومخلدا مجهودات وشخصيات مسؤولين وجنود وأفراد كانوا رموزا من رموز الإخلاص وإتقان العمل، تعجز الألسن عن كتابة الشكر، وتخجل الأقلام في تدوين عبارات الامتنان، فعطاءاتهم لا يبلغ سموها حرف، ولا يصل لقمتها قلم.

خالد الفيصل، شخصية من أكثر الشخصيات تميزا، وأكثرها حضورا في موسم الحج، ظهر حاجا مسؤولا متابعا لكل أمور الحج والحجاج، وهو الذي يقول «مكاننا الطبيعي في الصف الأول من العالم الأول». وله أدعو الله أن يبارك في عمله وعمره، هذا العمر الذي نذر دقائقه وساعاته وسنيه لخدمة دينه وبلاده.

مع خالد الفيصل أيقنت أن «الروح المهنية» لا تهرم، وأن الإخلاص لا يشيخ، وأن الحب يتجاوز عقارب الزمن.

أشعر بحسرة عندما أنظر أو أسمع عن حال بعض الموظفين «الشباب» وعن أرواحهم «المهنية» التي شابت وهرمت قبل أوانها، وعن حماسهم الذي وصل إلى مراحل الشيخوخة مبكرا. ولو تساءلنا عن السبب في ذلك، لحصلنا على آلاف الأجوبة، وملايين الأعذار. قد تكون شخصية وقد تكون إدارية أو غيرها. وبغض النظر عن السبب، فالروح المهنية لا ينبغي أن تغادر حياة الموظف، فبدون هذه الروح سيبقى الموظف جسدا بلا حياة، بلا عطاء، بلا ولاء، وهذا داء خطير يؤثر على الشخص والمنظمات والمجتمع ككل. فهل تتوقع إنجازا من فرد لم يقدم إنجازا أو إنقاذا لذاته؟ أم هل تتخيل أن من فقد حماسه الوظيفي يمنحك تميزا؟!

أعتقد أنه من الضروري لكل منظمة أن تعمل على إنعاش كل روح هرمت قبل موعدها، فتتقصى أسبابها وتسعى لعلاجها. كما أرى أنه من المنطق أن يسعى كل فرد يشعر أن روحه المهنية في خطر أن يسارع لإنقاذها، ويعالج مشكلاتها، ولو بتغيير مهنته وبيئة عمله، وأن يتعلم كيف يضيف حياة إلى حياته المهنية، وأن يستقي من تلك النماذج المتميزة ما يبدل به أوضاعه.

ثم على سبيل التعلم، ألا يحق لنا أن نتساءل لماذا لا تهرم الروح يا خالد؟

علمهم عن معاني الحب والعطاء للدين، للوطن، للمقدسات، للغير، وللنفس. أخبرهم كيف تعمر الروح أكثر بإعمار الأرض، حدثهم عن مشاعر الاعتزاز والفخر التي تشعر بها بعد كل وقت تقضيه وكل عناء تبذله، سجل لهم دروسك، ودون سيرتك، وامنحهم حق قراءة تاريخك.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال