طلال الحربي

الجنادرية في عهدة الوطن بإشراف الثقافة

الاثنين - 22 يوليو 2019

Mon - 22 Jul 2019

حقيقة إن قرار نقل الإشراف على إدارة فعاليات مهرجان الجنادرية من وزارة الحرس الوطني إلى وزارة الثقافة يحمل أوجها عديدة جدا، وحتى لا نكون بعيدين عن دائرة المشاعر الوطنية المرتبطة بالحرس الوطني، ودورهم المهم في حماية الوطن وخدمته، فإن وزارة الحرس الوطني فيما يتعلق بالجنادرية قدمت كل شيء رائع وجميل، وأوصلت هذا المهرجان السعودي التاريخي إلى مراحل متقدمة جدا بتميز وجودة ومخرجات رائعة.

لكن قرار مجلس الوزراء بنقل الإشراف على فعاليات الجنادرية إلى وزارة الثقافة يأتي ضمن دائرة تحسين النوعية في المخرجات، وإعادة توزيع المهام وفقا للتخصصية والعمل على موسم مميز يواصل النجاحات ويليق بالمهرجان التراثي الكبير.

المهرجان مع وزارة الثقافة سيأخذ بعدا وطنيا ثقافيا متطورا آخر، وهذا ليس تقليلا مما صنعه رجالات الحرس الوطني، وإنما يأتي إكمالا لمسيرتهم وتعزيزا لجهودهم، فوزارة الحرس الوطني على مدى ثلاثة عقود قادت باقتدار وتميز واحدا من أكبر اللقاءات الثقافية في الشرق الأوسط، الحرس الوطني واجهة عسكرية وثقافية ورياضية مشرفة للوطن، ونظمت مهرجان الجنادرية بكل جدارة وإخلاص، لكن طبيعة مهنية عمل وزارة الحرس تختلف عن مهنية وحرفية وزارة الثقافة، فنحن نعلم أن الجنادرية في عهدة الحرس الوطني ينفذ ويدار بشراكات مع القطاع الخاص، وهذا الأمر سيصبح الآن أكثر تميزا تحت عهدة وزارة الثقافة، ومنسجما مع برامجها ومخططاتها.

قيادتنا الحكيمة، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وولي العهد، حفظهما الله، نجد دائما قرارات تدل على دعمهما الدائم للقطاع الثقافي، ملتزمين كليا بتصريف الأمر وفق الأصول اللازمة من حيث التخصص ومن حيث الإمكانات ومن حيث جودة المنتج نفسه، وهذا ما سنلاحظه قريبا جدا ليس في الجنادرية فحسب، بل هنالك خطة عامة شاملة لإعادة توزيع المهام والتخصصات ستشمل كل أنشطة الدولة، وليس فقط المهرجانات منها.

الآن الجنادرية تحت إشراف وزارة الثقافة وننتظر الجديد والتميز المستمر ونحن متأكدون من ذلك، لكنه فعليا كمهرجان وطني في عهدتنا كلنا أبناء الوطن، تماما كما هو كل نشاط أو فعالية أو حدث أو توجه وطني يخدم المصلحة العامة، ويستمر في رفد ودعم مسيرة الوطن ورؤيته في 2030، لأن الأمر ليس عمل يد واحدة أو جهة واحدة، بل هو عمل منظومة وطنية منصهرة ومندمجة بين الشعب وبين الحكومة وبين القطاع الخاص كذلك، فهو قطاع حيوي ومهم جدا في مسيرة الوطن.

سيبقى الجنادرية رفيق درب منذ تأسيسه لكل مواطن سعودي، ولكل من يحب السعودية في العالم كله، تاريخه يشهد له أنه كان خارج اختصاصه في إدارته وفي تنظيمه، ومع وزارة الثقافة سيتطور المهرجان ليصبح عالميا بنكهة سعودية، وسنبقى نذكر للتاريخ أن الحرس الوطني هو الأب الروحي للجنادرية.

alharbit1@